يتتايع الفراش في النار " وهذا القول مجاز، والمراد يتسارعون إلى قول الكذب تهافتا فيه، ومنازعة إليه، فيكونون كالفراش المتساقط في النار، لأنه يلوذ بها وينازع إليها، والتتايع: التواقع في الشئ المكروه (1)، فلما كان الكذب كالمهواة (2) والمزلة، من حيث أدى إلى المخزاة والمذلة، حسن لذلك أن يجعل المتسرع إليه كالواقع فيهما، والمرتكس في قعرهما. وقد يجوز أيضا أن يكون المراد أن الكذب لما كان مفضيا إلى دخول النار جعل المتسرع إليه كالمتهافت في النار، ويؤكد هذا الوجه تشبيه المتتايع في الكذب بالفراش المتساقط في النار، ولذلك نظائر قد تقدم الكلام عليها في هذا الكتاب (3).
(٤١٦)