الحوض وهو ما يلصق به بعض أحجاره إلى بعض عند بنائه أو إصلاحه من طين، أو ما يقوم مقامه، يقال: قد لاط فلان حوضه: إذا رمه وأصلحه، وفي حديث لأمير المؤمنين عليه السلام مع الفرزدق: إن أباه غالبا جاء به إليه صلى الله عليه وآله، وهو يلوط حوضا له (1)، وفي قوله عليه الصلاة والسلام: " مبرأ من الله " سر لطيف، وهو أنه لما جعل الربا ملصقا إلى أموالهم على الوجه المذموم جعله مبرأ من الله سبحانه، فكان ذلك الالصاق بالأموال سببا للتبرئة من الله تعالى. والمراد مبرأ من رضاء أو من دين الله أو من ثواب الله، لابد من تقدير واحد من هذه المضافات، لان الله سبحانه لا يجوز أن يتصل به شئ على الحقيقة، لان ذلك من صفات الأجسام المكيفة، والابعاض المؤلفة التي يجوز عليها أن تتدانى فتلتصق، وأن تتناءى فتفترق، تعالى الله على ذلك علوا كبيرا. وليس هذا من مواضع استقصاء الكلام عن هذا المعنى، وقد يجوز أن يكون المراد باللياط هاهنا القشر، يقال: ليط (2) ولياط. قال الشاعر يصف قوسا عربية:
(٢٩٥)