وإن ابن إبليس وإبليس ألبنا * لهم بعذاب الناس كل غلام (1) هما نفثا في في من فمويهما (2) * على النابح العاوي أشد رجام (3) ويروى لجام، يريد بقوله: ألبنا كل غلام، أي سقياه اللبن، فكأنهما غذياه بذلك فدرب به ونشأ عليه وتعوده، " والاستعارة الثالثة ": الاستعارة من نفخ الشيطان، وهو على ما فسره عليه الصلاة والسلام الكبر والعجب ولا نفخ هناك على الحقيقة، وأنما المراد به ما يسوله الشيطان للانسان من تعظيم نفسه واستحقار غيره، وتصغير الناس في عينه، فكأنه بهذا الفعل ينفخ في روعه ما يستشعر به أنه أحق من غيره بالتعظيم، وأولى بالتفخيم، تشبيها بالشئ الأجوف كالزق (4) وما في معناه، لأنه إذا نفخ فيه انتفخ بعد ضمره (5)، وعظم بعد صغره، ومن قولهم للمتكبر إذا أسرف في الكبر، واستطار من العجب: قد نفخ الشيطان في مناخره،
(٢٧٦)