وعواثن، وهما جمعان على غير القياس (1). ويجوز أن يكون المراد بالدخن هاهنا قسطل (2) الحرب، لأنه يشبه بالدخان في الحقيقة، فكأنه عليه الصلاة والسلام قال: هدنة تنكشف عن رهج القراع (3)، وغبار المصاع. وإنما قال: على دخن، أي أن تلك الهدنة كأنها عطاء تحته هيعة (4) الحرب، وزلزال الخطب، وليس باطنها كظاهرها، وشاهدها كغائبها.
(والاستعارة الأخرى) قوله عليه الصلاة والسلام: " وجماعة على الأقذاء "، فكأنه صلى الله عليه وآله شبه الاجتماع على فساد الغيوب (5) وتغلل (6) القلوب، بالعين المغضية على الداء، المغمضة على الأقذاء. فالظاهر سليم، والباطن سقيم. وفي رواية أخرى زيادة في هذا الحديث فيها مجاز آخر، وهي قوله عليه الصلاة والسلام:
" وفتنة عمياء صماء، ودعاة ضلالة على أبواب جهنم من أجابهم