وتؤمن مساربه (1)، فإن أخيف سربه، ورنق (2) شربه، وضيعت قواصيه (3)، واعتميت (4) مقاربه، كان خليقا بأن ينتقل، وجديرا بأن يستبدل، فكذلك النعم إذا لم يجعل الشكر قرى نازلها، والحمد مهاد منزلها، كانت وشيكة بالانتقال، وخليقة بالزيال (5).
وفى رواية أخرى: أحسنوا جوار نعم الله فإنها وحشية. وباقي الخبر على لفظه. فعلى هذه الرواية كأنه عليه الصلاة والسلام شبه النعم بأوابد الوحش (6) التي تقيم مع الايناس، وتنفر مع الايحاش، ويصعب رجوع شاردها إذا شرد، ودنو نافرها إذا بعد (7).