ويتزود الأزواد. وهذا القول منه عليه الصلاة والسلام تصديق لقول الله سبحانه فيه: " إن أنا إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد ". وقد تكلمنا على هذه الآية في كتابنا الموسوم بمجازات القرآن. ويقال إنه عليه الصلاة والسلام لما نزلت هذه الآية أتى على أبى قبيس (1) ونادى: يا صباحاه، فلما اجتمع الناس إليه قال لهم يا معشر قريش: لو كنت مخبركم بأن جيشا يطلع عليكم من هذه الثنية أكنتم مصدقي؟ قالوا أجل والله ما علمناك إلا صادقا مصدقا.
قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. فلما سمعوا ذلك انفضوا عنه ارتكاسا في الغواية، واتباعا للضلالة. ولقد أحسن صلى الله عليه وآله ضرب المثل لهم، وسلك الطريق الأخصر في حياشتهم (2) وتقريب الامر عليهم، ولكن عشوا عن النور الأبلج، وأبوا غير الطريق الأعوج (3).