بامرأته يشكو خلقها فأخذ عليه الصلاة والسلام برأسيهما وقال:
" اللهم أر بينهما " وهذه استعارة، والمراد اللهم قرب بينهما ولائم بين خلقيهما. وذلك مأخوذ من الآري وهي الآخية التي تربط الدابة إليها، فكأنه عليه الصلاة والسلام دعا لهما أن يكونا كالدابتين على الآري، في المقاربة والملازمة وعدم النفار والمباعدة. وقد يجوز أن يكون ذلك مأخوذا من قولهم: أربت العقدة إذا شددتها وأحكمت عقدها، فكأنه عليه الصلاة والسلام دعا لهما بأن يكون عقد الود بينهما فتكون أخلاقهما متوافقة وأحوالهما متلافقة. وقد يجوز أيضا أن يكون ذلك مأخوذا من قولهم: أرى فلان بالمكان إذا قام به، فكأنه عليه الصلاة والسلام دعا لهما بأن يثبتا على الألفة، ويدوما على المودة (1)، والتأري أيضا: التوقع للشئ والانتظار له.
قال الشاعر:
لا يتأرى لما في القدر يرقبه * ولا يعض على شرسوفه الصفر (2)