" ولا تسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم " (1) وهذه استعارة، والمراد بالبيضة هاهنا مجتمع أمته عليه الصلاة والسلام وموضع سلطانهم، ومستقر دعوتهم (2). وشبه ذلك بالبيضة لاجتماعها، وتلاحق أجزائها، واستناد ظاهرها إلى باطنها، وامتناع باطنها بظاهرها. وقد يجوز أن يكون المراد بالبيضة هاهنا المغفر الذي هو من لامة الحرب، فكأنه عليه الصلاة والسلام شبه مكان اجتماعهم، ومظنة اتفاقهم والتئامهم ببيضة الحديد التي تحصن الدارع (3) وترد القوارع (4). وكان شيخنا أبو الفتح (5) النحوي رحمه الله يقول: قولهم فيها الجماء الغفير (6)، يريدون به البيضة التي هي المغفر وسموها جماء لملاستها (7) وغفيرا لتغطيتها (8) كأنهم بهذا الكلام
(١٦٨)