أبي أمامة عند الضياء المقدسي، ورواه الحاكم في المستدرك وفيه عفير بن معدان وقد تكلم فيه غير واحد. وعن عبد الله بن عمرو وسيأتي. قوله: رب هذه الدعوة التامة بفتح الدال والمراد بها دعوة التوحيد لقوله تعالى: * (له دعوة الحق) * وقيل لدعوة التوحيد تامة لأنها لا يدخلها تغيير ولا تبديل بل هي باقية إلى يوم القيامة. وقال ابن التين: وصفت بالتامة لأن فيها أتم القول وهو لا إله إلا الله. قوله: الوسيلة هي ما يتقرب به، يقال: توسلت أي تقربت وتطلق على المنزلة العلية، وسيأتي تفسيرها في الحديث الذي بعد هذا. قوله: والفضيلة أي المرتبة الزائدة على سائر الخلائق، ويحتمل أن تكون تفسيرا للوسيلة. قوله: مقاما محمودا أي يحمد القائم فيه، وهو يطلق على كل ما يجلب الحمد من أنواع الكرامات ونصبه على الظرفية، أي ابعثه يوم القيامة فأقمه مقاما محمودا، أو ضمن ابعثه معنى أقمه، أو على أنه مفعول به، ومعنى ابعثه اعطه، ويجوز أن يكون حالا أي ابعثه ذا مقام محمود، والتنكير للتفخيم والتعظيم كما قال الطيبي، كأنه قال مقاما أي مقام محمودا بكل لسان. وقد روي بالتعريف عند النسائي وابن حبان والطحاوي والطبراني والبيهقي، وهذا يرد على من أنكر ثبوته معرفا كالنووي. قوله: الذي وعدته أراد بذلك قوله تعالى: * (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) * (الاسراء: 79) وذلك لأن عسى في كلام الله للوقوع. قال الحافظ: والموصول إما بدل أو عطف بيان أو خبر مبتدأ محذوف وليس صفة للنكرة، وسيأتي تفسير حلت له الشفاعة في الحديث الذي بعد هذا.
وعن عبد الله بن عمرو: أنه سمع صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله بها عليه عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة. رواه الجماعة إلا البخاري وابن ماجة.
قوله: مثل ما يقول قد تقدم الكلام على ذلك. قوله: ثم صلوا علي هذه زيادة ثابتة في الصحيح وقبولها متعين. قوله: ثم سلوا الله الخ قد تقدم ذكر بعض الأقوال في تفسير الوسيلة، والمتعين المصير إلى ما في هذا الحديث من تفسيرها. قوله:
حلت عليه الشفاعة وفي الحديث الأول حلت له الشفاعة، قال الحافظ: واللام بمعنى على، ومعنى حلت أي استحقت ووجبت أو نزلت عليه، ولا يجوز أن تكون من الحل