على الصفة التي عهدوا عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإلا لم يكن للانكار عليه وجه، فقد ثبت من حديث أنس في مسلم وغيره أنه قال: ما صليت خلف أحد أوجز صلاة من رسول الله (ص) في تمام. قوله: فأنكروا ذلك عليه فيه جواز الانكار على من أخف الصلاة من دون استكمال. قوله: ألم أتم الركوع والسجود فيه إشعار بأنه لم يتم غيرهما ولذلك أنكروا عليه. قوله: كان رسول الله (ص) يدعو به يحتمل أنه كان يدعو به في الصلاة، ويكون فعل عمار قرينة تدل على ذلك، ويحتمل أنه كان يدعو به من غير تقييد بحال الصلاة كما هو الظاهر من الكلام. قوله: بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق فيه دليل على جواز التوسل إليه تعالى بصفات كماله وخصال جلاله. قوله: أحيني إلى قوله: خيرا لي هذا ثابت في الصحيحين من حديث أنس بلفظ: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني ما كانت الوفاة خيرا لي وهو يدل على جواز الدعاء بهذا لكن عند نزول الضرر، كما وقع التقييد بذلك في حديث أنس المذكور المتفق عليه ولفظه قال: قال رسول الله (ص) لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لا بد متمنيا فليقل: اللهم أحيني، إلى آخره.
قوله: خشيتك في الغيب والشهادة أي في مغيب الناس وحضورهم، لأن الخشية بين الناس فقط ليست من الخشية لله بل من خشية الناس. قوله: وكلمة الحق في الغضب والرضا إنما جمع بين الحالتين، لأن الغضب ربما حال بين الانسان وبين الصدع بالحق، وكذلك الرضا ربما قاد في بعض الحالات إلى المداهنة وكتم كلمة الحق. قوله: والقصد في الفقر والغنى القصد في كتب اللغة بمعنى استقامة الطريق والاعتدال، وبمعنى ضد الافراط وهو المناسب هنا، لأن بطر الغنى ربما جر إلى الافراط. وعدم الصبر على الفقر ربما أوقع في التفريط، فالقصد فيهما هو الطريقة القويمة. قوله: ولذة النظر إلى وجهك فيه متمسك للأشعرية ومن قال بقولهم، والمسألة طويلة الذيل ومحلها علم الكلام. وقد أفردتها برسالة مطولة سميتها البغية في الرؤية. قوله: والشوق إلى لقائك إنما سأله صلى الله عليه وآله وسلم لأنه من موجبات محبة الله للقاء عبده لحديث: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومحبة الله تعالى لذلك من أسباب المغفرة. قوله: مضرة إنما قيد صلى الله عليه وآله وسلم بذلك لأن الضراء ربما كانت نافعة آجلا أو عاجلا فلا يليق الاستعاذة منها. قوله:
مضلة وصفها صلى الله عليه وآله وسلم بذلك لأن من الفتن ما يكون من أسباب الهداية، وهي بهذا الاعتبار مما لا يستعاذ منه. قال أهل اللغة: الفتنة الامتحان والاختبار.