وكيف كان فنحن نقول: اللازم مراعاة كل هذه العناوين المذكورة في الروايات عند نفي الزاني وتغريبه.
توضيح ذلك يتوقف على ذكر مقدمتين إحديهما أنه ليس للنفي خصوصية أصلا بل النفي والاخراج ملحوظان مقدمة وإنما العناية التامة للشارع قد تعلقت على عدم كون الزاني هنا فهو المقصود وذو المقدمة وبعبارة أخرى إن الهدف الأصيل والمقصد الوحيد هو أن لا يكون الزاني في المكان المذكور في الروايات.
ثانيتهما أنه لا يستفاد من كل من الروايات الحصر ونفي المكان المذكور في الرواية الأخرى وإنما المستفاد من كل هذه الروايات اخراجه من البلد المذكور فيها بلا تعرض لنفي غيره.
وحينئذ نقول: إنه لا تنافي بين هذه الروايات أصلا كي يحتمل الحكم بالتخيير أو نحكم باعتبار خصوص بلد الجلد أو بلده الذي هو وطنه كما