تسعمائة شيخ كل يقول: حدثني جعفر بن محمد (1).
وقد كان لهذه المدرسة العظيمة للإمام أكبر تأثير في انتشار التشيع في أقطار العالم وإن كانت جذوره موجودة قبل الإمام الصادق عليه السلام في الشام ومصر وغيرهما و قد بلغ من انتشار التشيع بواسطة مدرسة الإمام أنه أصبح قسم من البلدان الإسلامية، شيعية أو يوجد فيها التشيع خصوصا في ثالث القرون وما بعده.
ومع أن الشام كانت معقل الأمويين ودار خلافتهم نرى إن التشيع قد دب فيها دبيب الماء في الورد، فما من بلدة أو قرية إلا وفيها نجم لامع من علماء الشيعة يقتفي أثر أهل البيت وينادي بموالاتهم التي نص القرآن الكريم عليها وقد كان لسماع كلمة أهل البيت جاذبية خاصة في قلوب المسلمين حيث يحنون إليهم حنان العاشق للمعشوق، خصوصا إنهم كانوا يصلون على أهل بيت محمد وآله وعترته في كل يوم وليلة تسع مرات. وهذا يدل على احتلال أهل البيت مقاما كبيرا فلو كانوا أناسا عاديين لما أمر المسلمون قاطبة بالصلاة عليه وهذا الأمر يدفعهم إلى التعرف عليهم و الاعتناء بشأنهم.
ولهذا وذاك، قوي انتشار التشيع والموالاة لأئمة أهل البيت في أكثر الأقطار الإسلامية حتى في معاقل الأعداء ودار خلافتهم.
حلب الشهباء وجمالها الطبيعي من المناطق التي اعتنقت التشيع من عصور قديمة هي سواحل سوريا أخص منها بالذكر حلب الشهباء التي نبغ فيها كثير من بيوتات الشيعة، وتربى في أحضانها جيل كبير من المحدثين والفقهاء والمتكلمين والأدباء من الشيعة التي ستمر عليك أسماء بعضهم. وقبل التعرف عليهم، نذكر شيئا من هذه المدينة الزاهرة.
يقول ياقوت الحموي: " حلب " بالتحريك مدينة عظيمة واسعة كثيرة الخيرات