وأظهر، حيث أن آدم (ع) وفق الرواية المذكورة لم يقل: لا عهد لي بأساليب اللف والدوران بل قال: إن إبليس حلف بالله، فما ظننت أن أحدا من خلق الله يحلف بالله كاذبا.
ألا يعني هذا أن الذي يحلف بالله لا ترد شهادته ما دام لم تظهر له دلائل كذبه؟!.
كذلك ما ورد في رواية مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله (ع) التي ذكرها " الكاتب " (1) وهو قول آدم لموسى (ع): " فوثقت بيمينه، فهذا عذري " فإنه يشهد على صحة ما ذهب إليه العلامة العاملي.
والأطرف من هذا وذاك قول " الكاتب ": كيف لم يظهر لآدم كذب إبليس رغم التحذيرات الإلهية؟! وقوله: أليس هو تحذير عن التصديق بأخباره والاستماع إلى أقواله؟! (2) إذ هو في انطباقه على كلام صاحبه أقرب وأولى، لأن تحذيره تعالى له بأنه عدو، دليل على إعلامه بأن ثمة من يمارس " أساليب اللف والدوران " إذ أن هذه التحذيرات إنما هي من أجل أن لا يخرجهما من الجنة ومن أنه عدو، وذلك لا يعني أنه كاذب لا محالة حتى حينما يقسم بالله.. فإن العدو قد يقاتل عدوه لكنه ربما لا يجرؤ على القسم الكاذب، بل وربما لا يكذب أصلا.
وعليه فإن آدم (ع) لم يصدق إبليس بسبب عدم عهده بأساليب اللف والدوران بل هو لم يصدقه لمجرد دعوته له للأكل كما هو ظاهر من الآيات وإنما لقسمه بالله.
على أن القسم إنما يلجأ إليه المقسم في حالتين: