سياق واحد حيث يقول السيد: " أنهما عصياه كما عصاه (أي كما عصاه إبليس) وإن كان الفرق بينهما أنه (أي إبليس) ظل مصرا على المعصية.. " (1) ومن يراجع النص يجد ما فعلته يد هذا " الكاتب " السمحة الكريمة حيث حذف العبارة التي توضح المشكلة التي تقع قبل الكلام الذي نقله مباشرة وهي قوله: ".. ولكنه أمره (أي أمر آدم عليه السلام) بالخروج من الجنة كما أمر إبليس بالخروج منها، لأنهما عصياه كما عصاه.. إلخ (2) حيث إن المعصية التي ادعاها.. قد أثرت أثرا واحدا لكليهما، وهو خروجهما من الجنة على حد سواء.
د - وإذا كانت المعصية من إبليس لأمر مولوي قد استلزمت هذا العقاب وهو الخروج من الجنة، ألا يعني ذلك أن المعصية من آدم (ع) كانت لأمر مولوي أيضا؟! لأنها استلزمت نفس العقاب؟! وإلا فما معنى لام التعليل الواردة في عبارته: ".. أمره بالخروج من الجنة كما أمر إبليس بالخروج منها (ل) أنهما عصياه كما عصاه.. "؟!!.
ولتوضيح ذلك نقول: لنفترض أن أستاذا في مدرسة عاقب زيدا بطرده من الصف لأنه خالف النظام، ثم بعد ذلك طرد عمروا.. فلو قال قائل: لقد طرد عمروا كما طرد زيدا لأن الأول خالف النظام كما خالفه الثاني، فهل يبقى هناك شك بأن طرد عمرو كان عقابا وأن مخالفته كانت كمخالفة زيد؟!!
وهل يوجد فرق بين هذا المثال، وبين كلام صاحب هذه المقولة؟!! لا سيما أن النص باللغة العربية الواضحة المعنى والدلالة.. وبسبب شدة وضوحها عمد " الكاتب " الذي لا يهدف من كتابه هذا الدفاع عن أحد أبدا! كما يدعي - عمد - إلى حذف القرينة الدالة على الإشكال حينما عجز عن توجيه النص