الوجهة التي يريد، فكان التمويه والتعمية والتحريف والتضليل أقصر الطرق وأيسر الوسائل!!!.
ولعل " الكاتب " يلتمس عذرا أو مبررا لفعلته هذه كأن يقول: إن نسخة الكتاب التي اعتمدها كانت باللغة السنسكريتية الأمر الذي أدى لهذا الالتباس!! وبما أن اللغة السنسكريتية ليست لغتنا والترجمة ليست من اختصاصنا فلنترك ذلك لمن يجيدها ومنه نستفيد!!.
ه - وإذا كان صاحب " من وحي القرآن " قد صرح في مواضع أخرى، بخلاف ما صرح به في الجزء العاشر منه، كما أشار إلى ذلك " الكاتب "، وأن عملية الهبوط لم تكن عقوبة لآدم، فإنه مع وضوح دلالة النص المشكل، فلا أقل من القول بأن ذلك من المتناقضات التي ينبغي رفع الفاسد منها من كتبه، بل من واجبه ذلك، الأمر الذي أشار إليه العلامة المحقق حيث قال: " إذا كانت أقوال البعض متناقضة فليدل على الصحيح منها ليؤخذ به، وليبين للناس الفاسد ليجتنب عنه.. كما أن من مسؤولياته أن لا يتكلم بالمتناقضات.. " (1).
ونضيف على كلام العلامة المحقق: إن من مسؤولياته أن يرفع هذا التناقض لا أن يصر عليه ويدافع عنه ويتبناه، بل و يجهد في اقناع الآخرين به، بعد توجيهه في محاولات يائسة مباشرة أو عن طريق مريديه كما هو الحال مع " كاتبنا " الذي حاول ذلك، بما مر من طرق طريفة مثيرة للشفقة والأسف معا..
و - وإذا كانت هذه العبارة أو تلك موهمة لا مشكلة على أقل التقادير، وما دام المقام مقام الحديث عن أسباب خروج نبي الله آدم (ع) من الجنة، وعلاقة ذلك بالمعصية، فإنه كان على صاحب هذه العبارة أن يبادر إلى التوضيح بأن الخروج من الجنة لم يكن عقابا لآدم (ع)، والتوضيح بأن معصيته ليست كمعصية إبليس، وأن الفرق إنما في طبيعة المعصية وحيثياتها؛ حيث الأولى إرشادية والثانية مولوية وذلك عملا بمقتضى تقديم الأولى والأهم، بدلا من التفريع في كلامه عن الفرق على أنه الإصرار والتوبة..