أما عبارة صاحب " من وحي القرآن " محل الإشكال والتي جاءت في مجلة الموسم وتكررت في نفس المجلة في مكان آخر منها فهي قوله: " في بداية الخليقة لم يكن هناك بديل عن زواج الإخوة بالأخوات " (1).
وقوله: " أول الخلق كان هذا الشيء حلال، لماذا؟ لأن هذا هو الذي يفسح المجال لانطلاقة البشرية، ولا يوجد طريق غيره " (2) وهي مقولة جريئة حقا وقد انفرد بها صاحبها.
وإن قلت إنه لا يعقل أن ينكر (السيد) فضل الله قدرة الله تعالى على الخلق؟ قلنا: إننا ذكرنا في مقدمة الكتاب، أن العلامة المحقق أعزه الله قد صرح وصرح بأن ما أورده في كتاب خلفيات يتفاوت ويختلف الأمر فيه من حيث الأهمية، وبأن الإشكالات لا تنحصر بخطأ الرأي فيه، فقد يورده لفساد طريقة التعاطي معه، ولوجود خطأ أساسي في معالجته له (3) حيث ينبغي على الكتاب أن يختاروا كلماتهم وألفاظهم، وتعابيرهم بدقة لا سيما في مقام الحديث عن الله سبحانه وتعالى، والأنبياء، والأئمة عليهم السلام.
وعليه: فإن إشكال العلامة المحقق في هذا المورد إنما هو حول هذا الحصر وهذا النفي لوجود طرق أخرى للتوالد، وبدائل لامتداد النسل، بغض النظر عن رأيه في هذه القضية، وإن كان قد صرح بأنه يضعف حصول التوالد عبر تزويج الإخوة بالأخوات لقوله:
" وأما خبر الإحتجاج، وقرب الإسناد.. فيضعفه مطابقته في هذا الأمر لمذهب غير الشيعة " (4).