أما قول صاحب " من وحي القرآن ": أن آدم نسي تحذير الله لهما بالإقتراب من الشجرة فهو قول ساذج (بالمعنى المصطلح المستعمل مع نبي الله آدم عليه السلام). والعلامة الطباطبائي (قده) لم يضعفه - كما ذكر الكاتب (1) - بل رفضه رفضا قاطعا وقال: إنه غير صحيح (2) إذ كيف نسيا تحذير الله لهما وقد ذكره إبليس أمامهما كما في قوله تعالى:
{فوسوس لهما الشيطان وقال: ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين..} ولنفترض أن النسيان بمعنى الغفلة، فهل هذا يبرر كل هذا التهويل بتلك العبارات من مثل:
" أطبقت عليهما الغفلة عن مواقع الله ونهيه " (3).
وهل غفلا عن مواقع بالجملة!! أم عن موقع واحد بحسب الفرض؟!!
و " استسلم لأحلامه الخيالية.. " (4).
فهل هذا من آداب الحديث عن الأنبياء؟!!
أضف إلى ذلك أن النسيان لو كان يتعلق بالنهي، فإن إبليس كان سيكتفي بإرشادهما إلى الشجرة ودعوتهما للأكل منها ما داما نسيا هذا التحذير.. إلا أن ذلك لم يحصل، بل هو ذكر النهي أمامهما ولذلك عمد لعنه الله إلى الإغواء (الإغواء المقابل للرشد) بأن الأكل من الشجرة فيه منفعة كبيرة، وهو ما يتوافق مع كلام العلامة المحقق الذي قال: