ويتابع بالقول: " وقد ذكر ثلاثة وجوه في تفسير " الهم " كان ثانيها " الهم بالشهوة " ليكون معنى الآية على هذا الوجه:
" ولقد اشتهته واشتهاها لولا أن رأى برهان ربه لدخل ذلك العمل في الوجود ".
ويمضي " الكاتب " بنقل بعض العبارات منها مثال الصائم في الصيف الصائف والجلاب المبرد (1).
ويختم " الكاتب " بالقول: " إننا إذا نظرنا إلى الأمثلة التي استجودها المجلسي فيما نقله عن (التفسير الكبير) للفخر الرازي في تقريب معنى " الميل الطبعي "، نجدها قريبة جدا من تلك الأمثلة التي ذكرها (السيد) بيد أن العلامة المجلسي.. (فاته) أن يضع خطوطا عريضة تحت عباراتها، بل نقلها على طولها، معتزا بها، من دون أن يسجل في أي مقطع من مقاطعها أي إشكال، أو أدنى تأمل، بل اعتبرها الأجدى في إتمام المرام.. " (2).
ولا يسعنا إلا أن نعبر عن ذهولنا أمام هذا الحجم والركام الهائل من التحريف والافتراء، ونقف عاجزين عن أن ندرك الأسباب الحقيقية، والأهداف الواقعية التي تختفي خلف هذه المحاولات التي تسعى لتشويه المعتقدات وأقوال العلماء وقد يأتي في المستقبل من يدعي أن كتاب البحار محرف قد عبثت به الأيدي الأثيمة بناء على ما ينقله هذا " الكاتب " عنه على ما به من اختلاف. ولا يتوقف الأمر على كتاب البحار بل سيطال كل الكتب التي يحيل إليها..
ولا ندري لأجل من كل هذا التحريف، ولماذا، ومن المستفيد؟.. أسئلة نثيرها أمام القارئ، ونكتفي بإثارتها للحق وللتاريخ لعلها تقع في يد أمينة أو تطرق سمع مخلص قادر على المساعدة ومدرك لخطورة ما يجري فيعيننا على هذه المصيبة.. وما يهمنا هنا هو الكشف عما في هذه النصوص من تحريف وافتراء ليظهر رأي العلامة المجلسي على حقيقته.