ولم نجد فيما بين أيدينا من مصادر من نقل أن " مليم " بمعنى الملوم إلا الفراء.
بعد كل ما تقدم يتضح أن قراءة " مليم " (بالضم) بمعنى ملوم هي عند بعض العرب، والظاهر أن بعض المعاجم أخذتها دون أن تشير إلى ذلك ثم أرسلوها إرسال المسلمات ثم بعد ذلك أخذها من أتى بعدهم دون ملاحظة هذا الأمر.
ولا يخفى أن القول بأن: ألام تعني أتى ما يستحق عليه اللوم لا تدل بالضرورة على أن مليم (بالضم) قد أتى ما يستحق عليه اللوم وإلا لاستوى اللائم مع الملوم.
على أن بعض المعاجم تحدثت أن كلمة " ألام الرجل " تفيد أنه أتى ما يستحق عليه اللوم، أي أن هذه المفردات بهذه الصيغة وهذا الاشتقاق تفيد هذا المعنى لا أن أصل الفعل له هذا المعنى، ولو كان الأمر كذلك، لاستوى كما ذكرنا معنى اسم الفاعل مع اسم المفعول وبالتالي فلا داعي للتفريق بين المليم (بالضم) والمليم (بالفتح) والملام واللائم وغيرها كما يحاول الكاتب أن يوحي!!.
وعليه، فألام الرجل أتى ما يلام عليه، والمليم هو اسم فاعل أي الذي يلوم غيره، على أن اسم الفاعل لا يمنع من أن يكون الفاعل قد لام نفسه لكن حمل اسم الفاعل على هذا المعنى يحتاج إلى قرينة لأن أصل اسم الفاعل أن يكون لام غيره.
بعد كل ما تقدم: فما دامت كلمة " مليم " (بالضم) تحتمل في أحد وجوهها معنى لام غيره وهو الأقوى وغير ذلك إنما هو عند بعض العرب، فهو " مليم " (بالضم) وذاك ملام، فإن الأنسب مع وجود هذا الوجه الوجيه والمتلائم مع الاشتقاق العربي الصحيح أن تحمل على ما يتناسب وعصمة الأنبياء.
وعليه: يكون معنى الآية: إن الحوت قد التقم يونس (ع) وهو " مليم " (بالضم) أي حال كونه يلوم قومه على تكذيبهم له الأمر الذي أدى لخروجه