وهل أن ذلك خفي على الكاتب أم أنه أدرك مرام الطباطبائي فحذف تتمة الكلام وهو قوله (قدس سره):
".. بالابتعاد عنه فلا يقوى على سياسته، وأما كونه مغاضبا لربه حقيقة وظنه أن الله لن يقدر عليه فمما يجل ساحة الأنبياء الكرام عن ذلك قطعا وهم المعصومون بعصمة الله " (1).
والجدير ذكره أن هذا التوجيه - المرتكز على تنزيه الأنبياء عن ما ورد في العناوين المشكلة المتقدمة - يستعمله العلامة الطباطبائي كثيرا كما في توجيهه لقوله تعالى: {إني كنت من الظالمين} حيث يقول: " اعتراف بالظلم من حيث أنه أتى بعمل كان يمثل الظلم وإن لم يكن ظلما في نفسه ولا هو (ع) قصد به الظلم والمعصية " (2).
والملفت أنه (قده) قد كرر عبارته هذه لإيضاح مقصوده من كلمة: " يمثل " أكثر من مرة، وفي صفحة واحدة، حتى لا يشتبه الأمر على أحد فكيف خفي على " الكاتب " ذلك كله؟!! لا سيما أنه نقل قوله (قدس سره): " فما ورد فيه مما يوهم ذلك يحمل على أحسن الوجوه " (3).
ولماذا عمد إلى حذف تتمة هذا الكلام وهو قول الطباطبائي (قدس سره): " يحمل على أحسن الوجوه بهذه القرينة الموجبة، ولذا حملنا قوله تعالى: {إذ أبق} وقوله تعالى: {مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه} على حكاية الحال وإيهام فعله " (4)؟.