وأركت الإبل، كفرح ونصر وعني اقتصر الجوهري على الأولى: اشتكت بطونها من أكله فهي أركة كفرحة وأراكى مثل طلحة وطلاحى ورمثة ورماثى، كما في الصحاح، زاد غيره: وقتادى وقتدة (1). وأركت تأرك وتأرك من حدى ضرب ونصر أروكا بالضم: رعته. أو أركت الإبل بمكان كذا: إذا لزمته فلم تبرح، حكاه ابن السكيت عن الأصمعي، قال: وقال غيره: إنما يقال: أركت: إذا أقامت فيه أي في الأراك وهو الحمض تأكله، أو هو أن تصيب أي شجر كان فتقيم فيه فهي آركة، بالمد كما في الصحاح، والجمع أوارك وآركات وأرك بضمتين. ونقل أبو حنيفة عن بعض الرواة: أركت الإبل أركا، فهي أركة، مقصور، من إبل أرك، وأوارك: أكلت الأراك، وجمع فعلة على فعل وفواعل شاذ، والإبل الأوارك: هي التي اعتادت أكل الأراك، وأنشد الجوهري لكثير:
وإن الذي ينوي من المال أهلها * أوارك لما تأتلف وعوادي (2) يقول: إن أهل عزة ينوون ألا تجتمع هي وهو، ويكونان كالأوارك من الإبل والعوادي، في تزك الاجتماع في مكان، كما في الصحاح.
قلت: والعوادي: المقيمات في العضاه لا تفارقها، وفي الحديث: أتي بلبن الأوارك وهو بعرفة فشرب منه قال ابن السكيت: هي المقيمات في الحمض، ويقال: أطيب الألبان ألبان الأوارك، وقال أبو ذؤيب الهذلي:
تخير من لبن الآركا * ت في الصيف بادية والحضر (3) وأركتها أنا أركا من حد نصر: فعلت بها ذلك. وأرك الرجل أركا وأروكا: لج. وأرك في الأمر (4) أروكا: تأخر. وأرك الجرح أروكا: سكن ورمه وتماثل وبرأ وصلح، وقال شمر: يأرك ويأرك أروكا لغتان. وأرك بالمكان أروكا من حدي نصر وضرب: أقام به فلم يبرح كأرك، كفرح أركا. وأرك الأمر في عنقه: ألزمه إياه يأركه أروكا، كما في اللسان. وقوم مؤركون أي: نازلون بالأراك يرعونها كما يقال: محمضون من الحمض، ونص أبي حنيفة: قوم مؤركون: رعت إبلهم الأراك، كما يقال: معضون: إذا رعت إبلهم العض (5)، قال (6):
أقول وأهلي مؤركون وأهلها * معضون إن سارت فكيف نسير (7)؟
قال ابن سيده: وهو بيت معنى قد وهم فيه أبو حنيفة، ورد عليه بعض حذاق المعاني، وهو مذكور في موضعه. والأريكة، كسفينة: سرير في حجلة من دونه ستر، ولا يسمى منفردا أريكة، وقال الزجاج: فراش في حجلة، وقيل: هو السرير مطلقا سواء كان في حجلة أو لا أو كل ما يتكأ عليه من سرير أو فراش (8) أو منصة، وقيل: الأريكة: سرير منجد (9) مزين في قبة أو بيت، فإذا لم يكن فيه سرير فهو حجلة نقله الصاغاني أريك، وأرائك ومنه قوله تعالى: (على الأرائك ينظرون) (10) و (على الأرائك متكئون) (11) وقال الراغب في المفردات: سمى به لاتخاذه في الأصل من الأراك، أو لكونه محل الإقامة من أرك بالمكان أروكا: أقام به، وأصله الإقامة (12) لرعي الأراك، ثم تجوز به في غيره من الإقامات. وأركها أي المرأة تأريكا: سترها بها قال الشاعر:
تبين أن أمك لم تؤرك * ولم ترضع أمير المؤمنينا (13) وفي الصحاح: يقال: ظهرت أريكة الجرح، أي: ذهبت غثيثته، وظهر لحمه الصحيح الأحمر ولم يعله الجلد، وليس بعد ذلك إلا علو الجلد والجفوف.
وأرك، محركة: وقال: يا قوت: مدينة صغيرة في طرف برية حلب قرب تدمر، وأرض ذات نخل وزيتون، وهي من