هنا ما استثني في أصل المسألة حرفا بحرف، وإطلاق (الأجنبي) (١) وإن كان يشمل البالغ وغيره، لكن قد عرفت أن في روايتي الفقيه وقرب الإسناد (٢) عدم وجوب تغطي الرأس عمن لا يحتلم، ويلزمه (٣) جواز نظرها إليه بعدم القول بالفصل، وأنه لا يعارضهما رواية السكوني (٤) وآية: ﴿ولا يبدين زينتهن﴾ (٥) لوجوب طرح الأولى، وتخصيص الثانية.
نعم، ربما يقال: إن الآية تأبى عن التخصيص من جهة أن توصيف الطفل فيها ب ﴿الذين لم يظهروا على عورات النساء﴾ (6) - وهم غير المميزين - مناف لإرادة إخراج مطلق الطفل من عموم (7) التحريم، لأنه تخصيص في مقام إرادة التعميم، وهو هذر، كما إذا قيل: (أكرم العلماء إلا زيدا العاقل)، وأقيم القرينة (8) على خروج زيد الجاهل أيضا، فإنه يوجب هذرية الصفة، لا من جهة القول بمفهوم الوصف، بل من جهة أن ذكره محوج إلى القرينة لاخراج غير مورد الوصف - أيضا - عن العموم، وتركه مغن عنها.
وجوابه: أن هذا إذا لم يظهر للوصف فائدة ترجح ذكره، وإن أحوج .