العسقلاني هنا:
" أما من احتج لمن أخر بأن الصلاة حينئذ كانت تؤخر كما في الخندق، وكان ذلك قبل صلاة الخوف.
فليس بواضح، لاحتمال أن يكون التأخير في الخندق كان عن نسيان، وذلك بين في قوله (ص) لعمر، لما قال له: ما كدت أصلى العصر حتى كادت الشمس أن تغرب، فقال: والله ما صليتها، لأنه لو كان ذاكرا لها لبادر إليها كما صنع عمر، انتهى " (1).
وهكذا، فإن نتيجة كلام العسقلاني هي أن عمر كان أذكر للصلاة من رسول الله (ص)!! وأكثر اهتماما بشأنها. ولم ينسها عمر (رغم انشغاله الشديد بأمر الحرب في الخندق حتى لقد حقق أعظم الانتصارات فيها!! وقتل أعظم فرسانها!! وهزم الأحزاب، وفرق جمعهم بسبب ضربته الكبرى، التي تعدل عبادة الثقلين (2). أو انشغاله بالهزيمة والاختباء في الحديقة هو وطلحة وآخرون، حتى فضحت أمرهم عائشة).
أما النبي الذي لم يقم بأي شئ من ذلك فقد نسي صلاته وذلك يعني - كما يريد هؤلاء أن يقولوا - أن الصلاة كانت لا تمثل لدى هذا النبي (ص) شيئا ذا أهمية رغم كونه نبي هذه الأمة وهو الأسوة والقدوة.
نعم، هذا ما يوحي به كلام العسقلاني الذي لم يعجبه نسبة تأخير الصلاة عمدا لبعض الصحابة، الذي قد يظهر أن بعضهم لا يجوز - بنظره - نسبة أي قصور أو تقصير إليه، بل لا بد من الاهتمام به والحفاظ عليه أكثر من النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، وحتى على حساب