يدعون: أن عمر قد أسلم بعد البعثة بخمس أو ست سنين، وأن كنا قد ناقشنا في صحة ذلك، وأثبتنا: أنه أسلم قبل الهجرة بقليل. ولكن حتى هذا لا ينفع المستدل شيئا هنا لان سورة الحاقة قد نزلت على جميع التقادير قبل الهجرة، وهذه الحادثة قد كانت بعد الهجرة بسنوات كما قلنا.
وثانيا: إن سياق الآيات يأبي عن أن تكون هذه الآية قد نزلت في زيد ابن أرقم، فإنها تتحدث عما جرى لقوم عاد وثمود وفرعون، والمؤتفكات إلى أن تقول:
(إنا لما طغا الماء حملناكم في الجارية * لنجعلها لكم تذكرة، وتعيها واعية أي تعيها أذن تحصي هذه العبر والعظات، وهذه الاحداث العظام وتحفظها، وتعيها.
فلا ربط للآية بما حدث بين زيد وابن أبي، لو صح أن شيئا من ذلك قد حدث فعلا.
وثالثا: سيأتي إن شاء الله: أن أصل تصدي زيد لابن أبي مشكوك فيه، فلا معنى بعد هذا لدعوى نزول هذه الآية في هذه المناسبة، إلا بعد إثبات ذلك، إذ: العرش ثم النقش.
رابعا: قد روي عن علي عليه السلام، وعن بريدة، ومكحول، وأبي عمرو بن الأشج، وهو عثمان بن عبد الله بن عوام البلوي. وعن ابن عباس: وأنس. والأصبغ بن نباتة، وجابر وعمر بن علي وأبي مرة الأسلمي: أن هذه الآية نزلت في علي عليه السلام، وقد روى ذلك أهل