وأوضح نص آخر ذلك فقال: إن الفهري كان رجلا من قريش، أرسله النبي (ص) معه إلى بني النجار بقباء (1).
4 - وهذا النص يقول: إن رجلا اسمه أوس قد قتل هشاما، فقدم أخوه من مكة مطالبا بديته.
مع أن نصا آخر يقول: إن هذين الأخوين قد أسلما وكانا بالمدينة، فوجد مقيس أخاه قتيلا في بني النجار، فانطلق إلى النبي (ص) فأخبره بذلك.
فأرسل رسول الله (ص) معه رجلا من بني فهر من قريش، إلى بني النجار بقباء، أن ادفعوا إلى مقيس قاتل أخيه إن علمتم ذلك، وإلا فادفعوا إليه الدية.
فقالوا: إنهم لا يعلمون له قاتلا، وأعطوه ديته مئة من الإبل.
فرجع هو الفهري من قباء، فوسوس إليه الشيطان بأن يقتل الفهري، فتغفله، فرماه بصخرة فشدخه، وارتد عن الإسلام، وركب بعيرا، وساق بقيتها إلى مكة. وقال في ذلك شعراء (2).
ولعل هذه الرواية هي الأرجح بملاحظة ما ذكرناه آنفا في تاريخ نزول آية سورة النساء.