للمشركين كان وجهه الحرث ليأتيه بخبر رسول الله (ص). فسأله (ص) عنهم، فلم يذكر من أمرهم شيئا. فعرض (ص) عليه الإسلام فأبي، فأمر عمر بن الخطاب بضرب عنقه، فضرب عنقه (1).
وبلغ الحارث مسير رسول الله (ص) إليهم، وبلغه أيضا قتل عينه، الذي كان يأتيه بخبر رسول الله (ص)، فسئ بذلك هو ومن معه.
وخافوا خوفا شديدا، وتفرق الأعراب الذين كانوا معه فما بقي أحد سواهم.
وانتهى رسول الله (ص) إلى المريسيع، وضرب علية قبة من أدم، وتهيأوا للقتال، وصف رسول الله (ص) أصحابه.
قال الحلبي والذهبي: " وأمر (ص) عمر بن الخطاب أن يقول لهم:
قولوا: لا إله إلا الله تمنعوا بها أنفسكم وأموالكم فأبوا " (2).
ودفع راية المهاجرين إلى أبي بكر، وراية الأنصار إلى سعد بن عبادة، وقال الواقدي وخواند أمير: كان لواء المشركين مع صفوان الشامي.
وكان شعار المسلمين يومئذ: يا منصور أمت أمت.
قال الذهبي والواقدي: " فكان أول من رمى رجلا منهم بسهم ".
فتراموا بالنبل ساعة ثم أمر النبي (ص) أصحابه فحملوا على الكفار حملة واحدة، فقتل منهم عشرة، وأسر الباقون، ولم يفلت منهم أحد.