قال أبو عبس: قطع الإسلام العهود.
قال: ومروا وهم يضربون الدفوف والمزامير الخ.. (1) ونلاحظ هنا:
أ: أن حسان بن ثابت يمدح بني النضير بأنهم كانوا يسقون المدام!! وكذلك نعيم بن مسعود الأشجعي..
ومعنى ذلك هو أن إسلام هؤلاء لم يكن معمقا، ولا راسخا في نفوسهم، وأنهم لا يزالون يهتمون بالمدام (أو العقار) ويتعشقونها، رغم نهي النبي عنها، ونزول القرآن بتحريمها..
ب: إننا نلاحظ: أن حسان بن ثابت كان مقربا من الهيئة التي حكمت الناس بعد رسول الله " صلى الله عليه وآله "، كما أنه كان منحرفا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب " عليه السلام "، ولم يبايعه، بل يقال:
إنه سب عليا " عليه السلام " وهجاه (2).
ج: إن الأمور التي تمدح بها هؤلاء الأشخاص اليهود، لا تنطلق - في أكثرها - من قيم إنسانية سامية، وإنما هي الحالات والأوضاع التي يتطلبها واقع حياتهم، وخصوصيات معيشية في مجتمع لا يملك نظرة بعيدة، ولا تقييما سليما للكون والوجود، وللحياة وللإنسان.. فلتراجع الفقرات بدقة ليتضح ذلك..
د: إن هذا التعاطف الذي نراه لا ينطلق من الإحساس، الإنساني، ولا من مثل أعلى، وإنما هو ينطلق من حالة هلع وأسف على فوات منافع دنيوية ومادية للمتأسفين بالدرجة الأولى..