بالبشارة بإسحاق فقال: ﴿وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين﴾ (1) مما يشعر بأن إسحاق قد ولد بعد قضية الذبح، لأن هذه بشارة بالميلاد بقرينة قوله تعالى في آية أخرى: (فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب) (2) ولو كان الذبح لإسحاق لم يحسن الاتيان باسمه، بل كان المناسب إيراد ضميره. وتكون البشارة بنبوته مكافأة على صبره على الذبح، وليست بشارة به نفسه كما هو ظاهر الآية.
وقد روي الاستدلال بالآيات عن الإمام الصادق (عليه السلام)، وعن محمد بن كعب القرظي أيضا (3).
ويشير إلى هذا أيضا: الترتيب الذي جاء على لسان إبراهيم (عليه السلام) حيث قال: (الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق).
كما أن الله قد ذكر إسماعيل وإسحاق في القرآن معا في ست آيات، وفي كلها يقدم ذكر إسماعيل على إسحاق.
وفي ذلك إشارة إلى ما ذكرناه:
2 - ولو أغمضنا النظر عن ذلك فإننا نقول: إن من غير المعقول أن يبشر الله تعالى نبيه بغلام سيكبر، ويكون نبيا ويتزوج، ويولد له ولد اسمه يعقوب ثم يأمره بذبح ذلك الولد الكبير والنبي نفسه، فإنه لا يرتاب حينئذ بأن الامر بالذبح ليس حقيقيا وإنما هو صوري وهذا يفقد قضية الذبح كل قيمتها. فلاحظ قوله تعالى: (وبشرناه بإسحاق نبيا) وقوله: (وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب).