يختلف عن هذا، أو يقل عنه. وإذن، فإن آمالهم في أن يقف موقف المساوم - في يوم ما إنما هي سراب في سراب، فإن القضية قضية مبدأ وعقيدة، وليست قضية مصالح شخصية، كما يتخيلون.
وقد أثبتت الوقائع صحة ذلك، حيث كان (ص) بقدم أهل بيته في الحروب، وقد ضحى بكل غال ونفيس في سبيل هذا الدين.
الرابعة: إن نذر عبد المطلب هذا ربما يقال فيه: إنه غير جائز، إذ كيف جاز له التصرف في شخصية غيره إلى هذا الحد؟! وهل يمكن أن يعتقد أحد بوجوب الوفاء بنذر كهذا، يكون الضحية فيه نفس محترمة أخرى، حتى ولو كانت ولدا مثل عبد الله بن عبد المطلب؟!.
والجواب: إننا نلاحظ: أن عبد المطلب قد سار في إيمانه سيرا تكامليا (1) كما أشار إليه الحلبي حيث قال: ورفض في آخر عمره عبادة الأصنام، ووحد الله سبحانه (2).
وبهذا نفسر كونه في أول أمره يسمي أبناءه ب (عبد مناف) ومناف اسم صنم، و (عبد العزى) والعزى كذلك. ولكنه يترقى ويتقدم حتى يبلغ به الامر حدا من التسليم والايمان بالله، أن أرعب إيمانه هذا أبرهة صاحب الفيل، كما يذكره المؤرخون.
وقد أشبه في هذا الامر نبي الله إبراهيم (عليه السلام) فإن إبراهيم على ما يظهر كان موحدا لاحساسه الوجداني والفطري بوجود إله واحد قادر،