السيرة الحلبية - الحلبي - ج ١ - الصفحة ٣٨
الآخرة يعنى الجنة والنار بعد الدنيا بتسعة آلاف سنة ولم يجعل الله تعالى للجنة والنار أمدا ينتهى إليه بقاؤهما فلهما الدوام قال وخلق الله تعالى طينة آدم بعد أن مضى من عمر الدنيا سبع عشرة ألف سنة ومن عمر الآخرة التي لا نهاية لها في الدوام ثمانية آلاف سنة وخلق الله تعالى الجان في الأرض قبل آدم بستين ألف سنة أي ولعل هذا هو المعنى بقول بعضهم خلق الله آدم خلقا في صورة البهائم ثم أماتهم قبل وهم الجن واللبن والطم والرم والحس والبس فأفسدوا في الأرض وسفكوا الدماء كما سيأتي قال الشيخ محيي الدين وقد طفت بالكعبة مع قوم لا أعرفهم فقال لي واحد منهم أما تعرفني فقلت لا قال أنا من أجدادك الأول فقلت له كم لك منذ مت قال لي بضع وأربعون ألف سنة فقلت ليس لآدم هذاالقدر من السنين فقال لي عن أي آدم تقول عن هذا الأقرب إليك أم عن غيره فتذكرت حديثا روى عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله خلق مائة ألف آدم فقلت قد يكون ذلك الجد الذين نسبني إليه من أولئك والتاريخ في ذلك مجهول مع حدوث العالم بلا شك هذا كلامه وفي كلام الشيخ عبد الوهاب الشعراني وكان وهب بن منبه رضي الله تعالى عنه يقول سأل بنو إسرائيل المسيح عليه الصلاة والسلام أن يحيى لهم سام بن نوح عليهما الصلاة والسلام فقال أروني قبره فوقف على قبره وقال يا سام قم بإذن الله تعالى فقام وإذا رأسه ولحيته بيضاء فقال إنك مت وشعرك أسود فقال لما سمعت النداء ظننت أنها القيامة فشاب رأسي ولحيتي الآن فقال له عيسى عليه السلام كم لك من السنين ميت قال خمسة آلاف سنة إلى الآن لم تذهب عني حرارة طلوع روحي وسبب الاختلاف فيما بين عدنان وآدم أن قدماء العرب لم يكونوا أصحاب كتب يرجعون إليها وإنما كانوا يرجعون إلى حفظ بعضهم من بعض ولعله لا يخالفه ما تقدم من أن أول من كتب معد أو نزار وفي كلام سبط بن الجوزي أن سبب الاختلاف المذكور إختلاف اليهود فإنهم اختلفوا اختلافا متفاوتا فيما بين آدم ونوح وفيما بين الأنبياء من السنين قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما لو شاء رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلمه لعلمه أي لو أراد أن يعلم ذلك للناس لعلمه لهم وهذا أولى من يعلمه بفتح الياء وسكون العين
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»