قال بعضهم ولا يعرف بنوا أب تباينوا في محال موتهم مثلهم فإن هاشما مات بغزة أي كما سيأتي وعبد شمس مات بمكة وقبر بأجياد ونوفلا مات بالعراق والمطلب مات ببرعاء من أرض اليمن أي قيل له هاشم لأنه أول من هشم الثريد بعد جده إبراهيم فإن إبراهيم أول من فعل ذلك أي ثرد الثريد وأطعمه المساكين وفيه أن أول من ثرد الثريد وأطعمه بمكة بعد إبراهيم جد هاشم قصي ففي الإمتاع وقصي أول من ثرد الثريد وأطعمه بمكة وفيه أيضا هاشم عمرو العلا أول من أطعم الثريد بمكة وسيأتي أن أول من فعل ذلك عمرو بن لحى فليتأمل وقد يقال لا منافاة لأن الأولية في ذلك إضافية فأولية قصي لكونه من قريش وأولية عمرو بن لحى لكونه من خزاعة وأولية هاشم باعتبار شدة مجاعة حصلت لقريش وإلى ذلك يشير صاحب الأصل بقوله * وأطعم في المحل عمرو العلا * فللمسنتين به خصب عام * وقال أيضا * عمرو العلا ذو الندى من لا يسابقه * مر السحاب ولا ريح تجاريه * جفانه كالجوابي للوفود إذا * لبوا بمكة ناداهم مناديه * أو أمحلوا أخصبوا منها وقد ملئت * قوتا لحاضره منهم وباديه * وقد قيل فيه * قل للذي طلب السماحة والندى * هلا مررت بآل عبد مناف * الرائشون وليس يوجد رائش * والقائلون هلم للأضياف * وعن بعض الصحابة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله تعالى عنه على باب بني شيبة فمر رجل وهو يقول * يا أيها الرجل المحول رحله * ألا نزلت بآل عبد الدار * هبلتك أمك لو نزلت برحلهم * منعوك من عدم ومن إقتار * فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر رضي الله عنه فقال أهكذا قال الشاعر قال لا والذي بعثك بالحق ولكنه قال * يا أيها الرجل المحول رحله * ألا نزلت بآل عبد مناف * هبلتك أمك لو نزلت برحلهم * منعوك من عدم ومن إقراف *
(٨)