مبنية على الحدس والتخمين، متوارثة عن مشايخ الحي وعجائزه.
وهذا هو رأي ابن خلدون أيضا، الذي كان يرى: أن علم الطب عندهم لا يتعدى معلومات أولية، وملاحظات بسيطة، لا تستحق أن تسمى علما، ولا شبه علم.
ومثل هذا يقال عنهم في علم الأنواء والسماء، فضلا عما يسمى بالقيافة، والعيافة. هذا عدا عن أن بعض هذه الأمور، لا تستحق أن يطلق عليها اسم (علم).
ويكفي أن نذكر هنا: أنهم كانوا أميين، لا يعرفون القراءة والكتابة أصلا، إلا من شذ منهم، حتى ليذكرون: انه (صلى الله عليه وآله وسلم) أرسل رسالة إلى قبيلة بكر بن وائل، فلم يجدوا قارئا لها في القبيلة كلها.
وقرأها لهم رجل من بني ضبيعة فهم يسمون: بني الكاتب (1).
ويروي البلاذري: أن الاسلام قد دخل، وفي قريش سبعة عشر رجلا فقط، وفي الأوس والخزرج في المدينة إثنا عشر رجلا يعرفون القراءة والكتابة (2).
وقال ابن عبد ربه: (جاء الاسلام وليس أحد يكتب بالعربية غير سبعة عشر إنسانا). ثم عدهم فذكر عليا (عليه السلام) أولا (3).