حيث نسبت ذلك إلى فعل الله سبحانه به.
فلقد روى البخاري وغيره: أن بني إسرائيل اتهموا موسى بأنه آدر (أي مصاب بانتفاخ في خصيته بسبب الفتق) فنزع ثوبه، ووضعه على حجر واغتسل. فلما أراد أن يأخذ ثوبه عدا الحجر بثوبه، فأخذ موسى عصاه، وطلب الحجر، فجعل يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر، حتى نظرت بنو إسرائيل إلى موسى، فقالوا: والله ما بموسى من بأس، وأخذ ثوبه، فطفق بالحجر ضربا.
قال أبو هريرة: فوالله، إن بالحجر لندبا: ثلاثا، أو أربعا، أو خمسا، فذلك قوله تعالى: لا تكونوا كالذين آذوا موسى، فبرأه الله مما قالوا، وكان عند الله وجيها (1).
ولا ندري كيف لم يلتفت موسى إلى نفسه، حتى بلغ مجالس بني إسرائيل ؟!، وما هو الذي أفقده صوابه حتى خرج عن حيائه وسجيته، التي ذكرتها الرواية: أنه كان حييا ستيرا لا يرى من جلده شئ استحياء منه؟!.
ولا ندري ما هي حقيقة هذا الحجر العبقري! الذي يهرب من موسى، ويتركه يعدو خلفه؟! ولا ندري كذلك كيف التفت موسى إلى عصاه قبل أن يلحق بالحجر، وما الذي خطر في باله آنئذ؟!.
وإذا لم يكن الحجر مأمورا، فما الذي جعله يقوم بهذه العملية،