طهارته (صلى الله عليه وآله وسلم) من الأرجاس، والرذائل، حتى ما يكون عن طريق الوراثة، والناس معادن كمعادن الذهب والفضة، وهو ما أثبته العلم الحديث أيضا، حيث لم يبق ثمة أية شبهة في تأثير عامل الوراثة في تكوين شخصية الانسان، وفي خصاله ومزاياه.
قال أبو حيان الأندلسي: (ذهبت الرافضة إلى أن آباء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كانوا مؤمنين) (1).
أما غير الامامية، فذهب أكثرهم إلى كفر والدي النبي وغيرهما من آبائه (صلى الله عليه وآله وسلم)، وذهب بعضهم إلى ايمانهم.
وممن صرح بايمان عبد المطلب، وغيره من آبائه (صلى الله عليه وآله وسلم)، المسعودي، واليعقوبي، وهو ظاهر كلام الماوردي، والرازي في كتابه اسرار التنزيل، والسنوسي، والتلمساني محشي الشفاء، والسيوطي، وقد ألف هذا الأخير عدة رسائل لاثبات ذلك (2).
وفي المقابل قد الف بعضهم رسائل لاثبات كفرهم، مثل إبراهيم الحلبي، وعلى القاري الذي فصل ذلك في شرح الفقه الأكبر، واتهموا السيوطي بأنه متساهل، لا عبرة بكلامه، ما لم يوافقه كلام الأئمة النقاد.
وسيأتي في آخر هذا البحث إن شاء الله تعالى ما يشير إلى السبب في الاصرار على كفر آباء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأعمامه.