يا حارث ما يقول ابنك فقال وما يقول قالوا يزعم أن الله يبعث من في القبور وأن لله دارين يعذب فيهما من عصاه ويكرم فيهما من أطاعه أي يعذب في إحداهما من عصاه وهي النار ويكرم في الأخرى من أطاعه وهي الجنة فقد شتت أمرنا وفرق جماعتنا فأتاه فقال أي بني مالك ولقومك يشكونك ويزعمون أنك تقول كذا أي أن الناس يبعثون بعد الموت ثم يصيرون إلى جنة ونار فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم أنا أقول ذلك وفي لفظ أنا أزعم ذلك ولو قد كان ذلك اليوم يا أبت فلآخذن بيدك حتى أعرفك حديثك اليوم فأسلم الحرث بعد ذلك وحسن إسلامه أي وقد كان يقول حين أسلم لو أخذ ابني بيدي فعرفني ما قال لم يرسلني حتى يدخلني الجنة وإنما قلنا ظاهر لأنه قد يقال قوله بعد ذلك يصدق بما بعد وفاته صلى الله عليه وسلم فلا دلالة في ذلك على أنه أسلم في حياته صلى الله عليه وسلم وفي شرح الهمزية لابن حجر ومن سعادتها يعنى حليمة توفيقها للإسلام هي وزوجها وبنوها وهم عبد الله والشيما وأنيسة هذا كلامه وفي الإصابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا أي على ثوب فأقبل أبوه من الرضاعة فوضع له بعض ثوبه فقعد عليه ثم أقبلت أمه صلى الله عليه وسلم فوضع لها شق ثوبه من الجانب الآخر فجلست عليه ثم أقبل أخوه صلى الله عليه وسلم من الرضاعة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس بين يديه ورجاله ثقات ولعل المراد بجلوسه بين يديه جلوسه مقابله وحينئذ ففاعل جلس النبي صلى الله عليه وسلم وضمير يديه راجع لأخيه أي قام صلى الله عليه وسلم عن محل جلوسه على الثوب وأجلس أخاه على الثوب مكانه وجلس صلى الله عليه وسلم قبالة أخيه فعل صلى الله عليه وسلم ذلك ليكون أخوه هو وأبواه جيمعا على الثوب والله أعلم قالت وخرجت في نسوة من بني سعد أي ابن بكر بن هوازن عشرة يطلبن الرضعاء في سنة شهباء أي ذات جدب وقحط لم تبق شيئا على أتان قمراء بفتح القاف والمد أي شديد البياض ومعنى شارف أي ناقة مسنة ما تبض بالضاد المعجمة وربما روى بالمهملة أي ما ترشح بقطرة لبن قالت وما كنا ننام ليلتنا أجمع من صبينا الذي معنا من بكائه من الجوع ما في ثدي وفي رواية ثديي ما يغنيه وما في شارفنا ما يغذيه بمعجمتين وقيل بمعجمة ثم مهملة وقيل بإسكان العين المهملة وكسر الذال المعجمة
(١٤٥)