به قرت الزوراء عينا، وطالما * عهدنا قديما طرفها وهو أزور واني وان طولت نظم المديح في * أمير اللوا أدري باني مقصر وكيف أفي بالشعر معشار حقه * واحصي مزايا ليس بالشعر تحصر له وعلاه راح صفو مودتي * مدى العمر لا يفنى ولا يتكدر واني لأرجو للغريين عوده * ليطفي جوى من لأهب الشوق يسعر وآمل تقدير اجتماعي به كما * يشاء الهوى، والاجتماع مقدر وأذكره بالمدح ما مر ذكره * على خلدي والشئ بالشئ يذكر وله أشعار تأتي في ترجمة الشيخ طالب البلاغي.
خبر خالية بطرس كرامة جاء في مجموعته ما حاصله بعد حذف الأسجاع: جاء من القسطنطينية إلى بغداد قصيدة نظمها قهرمان الأدب الخواجة بطرس بن إبراهيم كرامة، وكان الباعث له على ارسالها إلى العراق الاطلاع على أدبائها وقد كرر فيها لفظة الخال، مع هذا الالتزام في أبدع نظام فخمستها أحسن تخميس ثم ذكرها مع تخميسها وحيث كانت مشهورة لم نر فائدة في نقلها ونقل تخميسها، قال: وخمسها أيضا الشيخ موسى ابن الشيخ شريف، وأورد التخميس في المجموعة المذكورة ولم نر فائدة في نقله أيضا، ثم قال في المجموعة المذكورة: ولما وصل هذا التخميس والذي قبله إلى عروسة دار الخلافة وشاهدهما ذلك الأديب كتب إلينا ما لفظه:
أقول وانا المعترف بالعجز والتقصير: انني لما وقفت على تخميس قصيدتي الخالية الذي طرز برده ونظم عقده جناب بدر الأدباء صدر العلماء الراقي من ذرى الآداب أسنى محل علي الشيخ إبراهيم ابن جناب سيدي المرحوم الشيخ صادق آل يحيى العاملي، فقلت موريا مقرضا ومصرحا بمدح ذلك الجناب ومعرضا:
فتاة الخال عن علم وفضل * اتى تخميسها يروي ويملي يقول لمن تلاه: فز بدر * وقلدني شهادة كل عدل فقلت: نعم! وهذا ليس بدعا * بإبراهيم يحيى كل فضل ولما رأيت تخميسها الذي جاد به من روض أدبه الأديب الأريب الحائز من البلاغة اوفى نصيب ذو المقام السامي المنيف جناب الشيخ موسى ابن الفاضل الشيخ شريف قلت مقرضا مقتبسا وقد آنست حي التقريض قبسا:
يا ابن الشريف الذي أضحت فضائله * كالشمس تشرق بين البدو والحضر خمست بالنظم ذات الخال مكرمة * مطوقا جيدها عقدا من الدرر من البديع ومن سحر البيان لقد * أوتيت سؤلك يا موسى على قدر ولكني لم اكتف بذلك لما أصابني من الوجد والغرام لمدح أولئك الأفاضل الاعلام، فقلت وقد شب الشوق عن الطوق:
مرحبا مرحبا بربة خال * صانها الحسن بين عم وخال أقبلت تنجلي وفي معطفيها * من بديع البديع فرط الدلال قد روانا الوردي عن وجنتيها * ما روانا عن نغرها ابن هلال من بنات الأفكار يصبو إليها * حين تجلى أخو الحجى والكمال جاء مكحول جفنها بحديث * قد رواه عن العيون الكحال نعم بكر من الكرامة سارت * فاتت مربع الكرام الموالي وسرت في الجهات شرقا وغربا * فوق متن القبول والاقبال ثم عادت من العراق إلينا * بعد بين مشمولة بالنوال قلداها ابن صادق وشريف * خير عقدين من بها وجمال خمساها بل شرفاها بعقد * ذي معان أزرت بعقد اللآلي لست أدري هل سمطاها بشعر * أخجل الدرام بسحر حلال وعجيبا قد اخمد النار إبراهيم * قدما وفضله ذو اشتعال ولموسى قد أبطل السحر قبلا * ونراه اتى بسحر المقال حبذا حبذا العراق وما فيه * من المجد والسنا والمعالي قام فيه لكل فن خطيب * صادع في منابر الآمال وغدا للعلوم في كل عصر * فلكا مشرقا بدور الرجال أيها الدهر ان في فلك الفضل * كما أزهرت نجوم الشمال ليس بدعا فأنتما وارثا الآداب * والعلم عن جدود وآل عز لي فيكما ثناء ومدحا * لا بعين ألمها وجيد الغزال انني والهوى على البعد صب * قانع منكما بطيف الخيال ان شوقي اليكما شوق حر * ذي وفاء يهوى كرام الخصال أصبح القلب ساليا بهواكم * ما تلقاه من صروف الليالي ان يكن بيننا انفصال ففي * الحب انفصال المحب عين اتصال وإذا لم تكن تراكم عيوني * فيراكم فكري بعين الخيال أو تمادى بين ولم يك وصل * ففؤادي عن حبكم غير سالي دمتما كوكبي علوم أضاءت * منكما الفضل في سنا الافضال ما تغنت ورق وبات شجي * تحت ذيل الرجا لنيل الوصال الداعي: بطرس بن إبراهيم كرامة قال وقد كتب الأديب المذكور عندما وردت عليه قصيدة من الشيخ صالح التميمي يمدح بها داود باشا والي بغداد سابقا ويعرض بذم القصيدة الخالية المتقدمة وصاحبها ما هذا لفظه: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله رب العالمين مالك يوم الدين الذي لا يمنع فضله وأنعامه عن أحد لعلة الملة والدين والصلاة على الأنبياء والمرسلين الذين من أنوار أقمار صفاتهم أشرقت زاهرات اللطف واللين وبعد فيقول العبد الفقير العاجز الذي حد الفصاحة والبلاغة عن حده مجاوز بطرس بن إبراهيم كرامة خادم كل علامة فهامة المسيحي مذهبا والمغربي نسبا المطوق من الزمن بقلائد الجمان والملتقط من فضل العلماء الأعلام فرائد العقيان انني لما أتيت القسطنطينية تشرفت بلثم أعتاب علمائها العظام وتكلمت بين أدبائها كما هو دأبي في مصر وحلب والشام فكنت أشنف آذاني بدرر أشعارهم الفاثقة واعرض بين يديهم منظوماتي وان لم تكن رائقة فاسمعني بعض شعرائهم منظومة تركية كرر في بعض قوافيها لفظة الخال وأمرني ان انسج أبياتا على ذلك المنوال فنظمت قصيدة لم يكن فيها غير لفظة الخال قافية وهي هذه: أ من خدها الوردي أفتنك الخال فسح من الأجفان مدمعك الخال إلى اخر القصيدة فلما كمل نظامها زففتها لمقام صدور العلماء الأفاضل سحبان الفصاحة والكرم والواهب لكل ذي حق حقه من السيف والقلم من انا عبده ورقيقه كما استرق له بليغ النظم ورقيقه داود باشا والي بغداد سابقا قاصدا ان تنال الشرف بمطالعته فتلقاها بعين الرضا وأرسلها إلى بغداد ليطلع عليها من هناك من الشعراء فيشهدوا فضلها وينظموا مثلها