الرياستين الفضل بن سهل اتصلا به فرفع منهما وتنقل إبراهيم في الأعمال الجليلة والدواوين إلى أن مات وهو يتقلد ديوان الضياع والنفقات بسر من رأى انتهى ثم روى عن دعبل انه كان يقول لو تكسب إبراهيم بالشعر لتركنا في غير شئ ثم أنشد وكان يستحسن ذلك من قوله:
ان امرأ ضن بمعروفه * عني لمبذول له عذري ما انا بالراغب في عرفه * إن كان لا يرغب في شكري وقال أبو بكر محمد بن يحيى بن عبد الله بن العباس بن محمد بن صول تكين المعروف بالصولي في كتاب الأوراق: تادب إبراهيم بن العباس بجدي عبد الله بن العباس وعنه أخذ وكان أسن منه بنحو عشرين سنة وقال في موضع آخر: اجتمع الكتاب عند أحمد بن إسرائيل فتذاكروا الماضين من الكتاب فاجمعوا ان اكتب من كان في دولة بني العباس أحمد بن يوسف وإبراهيم بن العباس وان أشعر كتاب دولتهم إبراهيم بن العباس ومحمد بن عبد الملك بن الزيات فإبراهيم أجودهما شعرا ومحمد أكثرهما شعرا.
وقال الخطيب في تاريخ بغداد: إبراهيم بن العباس بن محمد بن صول مولى يزيد بن المهلب يكنى أبا إسحاق كان كاتبا من أشعر الكتاب وارقهم لسانا وأسيرهم قولا وله ديوان شعر مشهور انتهى. وقال ابن خلكان كان أحد الشعراء المجيدين وله ديوان شعر كله نخب وهو صغير ثم قال وقد ذكره أبو عبد الله محمد بن داود بن الجراح في كتاب الورقة فقال:
إبراهيم بن العباس بن محمد بن صول بغدادي أصله من خراسان يكنى أبا إسحاق أشعر نظرائه الكتاب وأرقهم لسانا وأشعاره قصار ثلاثة أبيات ونحوها إلى العشرة وهو أنعت الناس للزمان وأهله غير مدافع انتهى قال ابن خلكان والسمعاني في الأنساب: أبو إسحاق إبراهيم بن العباس ابن صول الصولي المعروف بالكاتب كان أشعر الكتاب وأرقهم لسانا وأسيرهم قولا وله ديوان شعر مشهور انتهى وكان أحمد بن يحيى ثعلب يقول:
إبراهيم بن العباس أشعر المحدثين وما روي شعر كاتب غيره وكان يستجيد قوله:
لنا ابل كوم يضيق بها الفضا * ويفتر عنها أرضها وسماؤها فمن دونها ان تستباح دماؤنا * ومن دوننا ان تستباح دماؤها حمى وقرى فالموت دون مرامها * وأيسر خطب يوم حق فناؤها ويقول والله لو أن هذا لبعض الأوائل لأستجيد له.
تشيعه عده رشيد الدين بن شهرآشوب في معالم العلماء من شعراء الشيعة ومادحي أهل البيت ع وذكره صاحب نسمة السحر فيمن تشيع وشعر وقال: كان كاتبا في أيام المأمون والمعتصم والواثق والمتوكل وكان شيعيا يستعمل التقية في أيام المتوكل ويعد من شعراء أبي الحسن الرضا ع وله فيه مدائح أشهرها حين عهد له المأمون بالخلافة وله قصيدة رثى بها أبا عبد الله الحسين ع وأنشدها بين يدي الرضا ع ولم يذكر الأصبهاني الا مطلعها وهو:
أزالت عزاء القلب بعد التجلد * مصارع أبناء النبي محمد فاجازه عنها الرضا بعشرة آلاف درهم مما ضرب باسمه انتهى.
وفي الأغاني اخبرني محمد بن يونس الأنباري قال حدثني أبي أن إبراهيم بن العباس الصولي دخل على الرضا لما عقد له المأمون وولاه على العهد فانشده أزالت عزاء القلب البيت فوهب له عشرة آلاف درهم من الدراهم التي ضربت باسمه فلم تزل عند إبراهيم وجعل منها مهور نسائه وخلف بعضها لكفنه وجهازه إلى قبره انتهى وفي تاريخ بغداد وقد روى إبراهيم بن العباس عن علي بن موسى الرضا. أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي حدثنا عبد الغفار بن عبيد الله المقرئ أخبرنا محمد بن يحيى الصولي أخبرنا أبو ذكوان حدثنا إبراهيم بن العباس عن علي بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر قال سال رجل أبي جعفر بن محمد ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدرس الا غضاضة فقال لأن الله لم يجعله لزمان دون زمان ولا لناس دون ناس فهو في كل زمان جديد وعند كل قوم غض إلى يوم القيامة. وقال الصدوق في عيون أخبار الرضا ع الذي صنفه للصاحب بن عباد: لإبراهيم مدائح كثيرة في الرضا ع أظهرها ثم اضطر إلى أن سترها وتتبعها وأخذها من كل مكان وروى فيه أن إبراهيم بن العباس ودعبل لما وصلا إلى الرضا ع وقد بويع له بولاية العهد أنشده دعبل:
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات وانشده إبراهيم بن العباس:
أزالت عزاء القلب بعد التجلد * مصارع أولاد النبي محمد فوهب لهما عشرين ألف درهم من الدراهم التي عليها اسمه فاما دعبل فسار بالعشرة الآلاف حصته إلى قم فباع كل درهم بعشرة دراهم وأما إبراهيم فلم تزل عنده بعد أن أهدى بعضا وفرق بعضها على أهله إلى أن توفي رحمه الله فكان كفنه وجهازه منها انتهى قال الصولي: ولم أقف من هذه القصيدة على أكثر من هذا البيت انتهى والسبب في ذهاب هذا النوع من شعره ما ذكره الصدوق في العيون وذكره غيره أيضا. قال الصدوق: حدثنا الحسين بن إبراهيم الباقطاني قال كان إبراهيم بن عباس صديقا لإسحاق بن إبراهيم أخي زيدان فنسخ الكاتب المعروف بالزمن فنسخ له شعره في الرضا وكانت النسخة عنده إلى أن ولي إبراهيم بن عباس ديوان الضياع للمتوكل وكان قد تباعد ما بينه وبين أخي زيدان فعزله عن ضياع كانت في يده وطالبه بمال وشدد عليه فدعا اسحق بعض من يثق به وقال امض إلى إبراهيم فاعلمه أن شعره في الرضا عندي بخطه وغير خطه ولئن لم يزل المطالبة عني لأوصلته إلى المتوكل فصار إلى إبراهيم برسالته فضاقت به الدنيا حتى أسقط المطالبة وأخذ جميع ما عنده من شعره فاحرقه وكان لإبراهيم ابنان الحسن والحسين ويكنيان بأبي محمد وأبي عبد الله فلما ولى المتوكل سمى الأكبر اسحق وكناه بأبي محمد والآخر عباسا وكناه بأبي الفضل فزعا وما شرب إبراهيم ولا موسى بن عبد الملك النبيذ قط حتى ولي المتوكل فشرباه وكانا يتعمدان يجمعا الكراعات والمخنثين ويشربا بين أيديهما في كل يوم ثلاثا ليشيع الخبر بشربهما، قال وله اخبار كثيرة في توقيه ليس هذا موضع ذكرها انتهى وذكر أبو الفرج في الأغاني الخبر السابق فقال اخبرني محمد بن يحيى الصولي قال حدثني أبو العباس بن الفرات والباقطاني قالا كان إسحاق بن إبراهيم بن أخي زيدان صديقا لإبراهيم بن العباس فانسخه شعره في مدح الرضا ع ثم ولي إبراهيم بن العباس في أيام المتوكل ديوان الضياع فعزله عن ضياع كانت بيده بحلوان وطالبه بمال وجب عليه وتباعد ما بينهما فقال اسحق لبعض من يثق به قل لإبراهيم بن العباس والله لئن لم يكفف عما يفعله في لأخرجن قصيدته في الرضا بخطه إلى المتوكل فأحجم عنه إبراهيم وتلافاه ووجه من ارتجع القصيدة منه وجعله