إلى كم الرحم البلهاء شاكية * لها من النعي إعوال وإرنان حيرى يضلونها ما بيننا ولها * ونا على عدواء الداء نشوان النجر متفق والرأي مختلف * فالدار واحدة والدين أديان وثم أوعية الاحسان مكفأة * فوارع ووعاء الشر ملآن إنا نجرهم اعراضنا طمعا * في أن يعودوا إلى البقيا كما كانوا أني يتاه بكم في كل مظلمة * وللرشاد امارات وعنوان ميلوا إلى السلم أن السلم واسعة * واستوضحوا الحق أن الحق عريان ثم قال:
يا قوم إن طويل الحلم مفسدة * وربما ضر ابقاء وإحسان ما لي أرى حوضكم تعفو نضائبه * وذودكم ليلة الأوراد ظمآن مدفعين عن الأحواض من ضرع * ينضوا بهامكم ظلم وعدوان لا يرهب المرء منكم عند حفظته * ولا يراقب يوما وهو غضبان إن الأولى لا يعز الجار بينهم * ولا تهان عواليهم لذلان كم اصطبار على ضيم ومنقصة * وكم على الذل إقرار وإذعان وفيكم الحامل الهمهام مسرحه * داج ومن حلق الماذي أبدان والخيل مخطفة الأوساط ضافرة * كأنهن ععلى الأطواد ذؤبان الله الله أن يبتز أمركم * راع رعيته المعزي والضأن ثوروا لها ولتهن فيها نفوسكم * إن المناقب للأرواح أثمان ولعب أساتذة الشريف الرضي دورا كبيرا في تعزيز سماحة روحه، وأصالة نظرته الاصلاحية الإنسانية، فهو لم يتتلمذ على أساتذة من مدرسة مذهبية واحدة، بل كانوا من مذاهب وطوائف فكرية مختلفة، فخلق ذلك انسجاما وافرا بين طبيعته الحرة وبين حرية الفكر التي كانت رائده ومناخه الذي ترعرع فيه.
وكان أشهر من أخذ عنهم الشريف الرضي هم:
1 أبو الفتح عثمان بن جني ت 392 ه: وقد ذكره الرضي في كتابه المجازات النبوية وهو أستاذه الأكبر في علم النحو، صاحبه كثيرا، وأعجب الرضي بآرائه، وأعجب هو بشعر الرضي، فشرح بعض قصائده، ومدحه الرضي بقصيدة يشكره فيها ويصفه الأنباري بأنه كان من حذاق أهل الأدب وأعلمهم بعلم النحو والتصريف، فصنف في النحو والتصريف كتبا أبدع فيها كالخصائص والمنصف، وسر الصناعة وصنف كتاب في شرح القوافي وفي العروض، وفي الذكر والمؤنث.
2 أبو الحسن علي بن عيسى الربعي ت 420 ه: وهو أستاذ في النحو قبل ابن جني، قرأ عليه مختصر الجرمي وقطعة من كتاب الايضاح لأبي علي، والعروض للزجاج والقوافي للأخفش... وذكر عنه القفطي أنه صاحب أبا علي ودرس عليه وكان يقول له لو سرت من الشرق إلى الغرب لم تجد أنحى منك.
3 قاضي القضاة عبد الجبار بن أحمد الشافعي المعتزلي ت 415 ه:
ذكره الشريف في المجازات أيضا. وقرأ عليه تقريب الأصول وكتاب العمدة في أصول الفقه.
4 أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي ت 403 ه:
ذكره الشريف في المجازات ودرس أبوابا في الفقه، ويعد شيخ الحنفية وفقيههم.
5 أبو عبد الله بن عمران المرزباني ت 384 ه:
وكان أديبا فذا وراوية بارعا. قرأ عليه الشريف الفقه والحديث. وكان يقال عنه في زمنه إنه أحسن تصنيفا من الجاحظ. وهو معتزلي صنف كتابا في أخبار المعتزلة كبيرا.
6 أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد الطبري ت 393 ه:
وكان فقيها مالكيا، ويعد شيخ القراءات. تتلمذ عليه الشريف في عنفوان شبابه وقرأ عليه القرآن.
7 الشيخ المفيد ت 413 ه:
أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قرأ عليه الشريف مع أخيه المرتضى وقد انتهت إليه رئاسة الإمامية في وقته، وكان مقدما في العلم وصناعة الكلام والفقه، وله ما يقرب من مائتي مصنف.
8 أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود بن الجراح ت 391 ه:
وهو شيخه في الحديث، ذكره في المجازات، وترجم له ابن الجوزي، ووصفه بأنه كان عارفا بالمنطق والحديث، روى عنه الأزهري والصيمري، وكان بالإضافة إلى ذلك شاعرا.
9 أبو حفص عمر بن إبراهيم الكناني ت 390 ه:
يروى عنه الحديث، وقد ذكره في المجازات، أثناء حديثه عن الخمر أم الخبائث، وهو الكناني بنونين كما ورد في المجازات لا الكتاني بالتاء كما ورد في المنتظم والشذرات.
10 أبو سعيد السيرافي ت 368 ه:
الحسن بن عبد الله بن المرزبان، كان عالما في الفقه واللغة والنحو و الفرائض والعروض. تتلمذ عليه الشريف في التاسعة من عمره.
11 أبو علي الحسن بن أحمد ت 377 ه:
وهو أحد أئمة العربية، اجازه في كتابه الايضاح وكان من تلامذته المشهورين عثمان بن جني، وعلي بن عيسى الشيرازي، وقد تقدم عند عضد الدولة الذي كان يقول: أنا غلام أبي علي النحوي في النحو، كما أقام بحلب عند سيف الدولة مدة، وجرت بينه وبين أبي الطيب المتنبي مجالس.
12 أبو محمد عبد الله بن محمد الأسدي الأكفاني ت 405 ه:
يذكره صاحب الغدير، وكان عالما، ولي قضاء مدينة المنصور وباب الطاق، ثم جمع له قضاء بغداد.
13 أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري ت 385 ه:
ذكره الأميني في الغدير، ولن تسعفني مصادري في العثور عليه.
14 سهل بن أحمد بن عبد الله بن سهل الديباجي ت 385 ه:
روى عنه الشريف في المجازات، وأغفله الأميني في موسوعته، وذكره محمد عبد الغني حسن في مقدمة تلخيص البيان، وأشار إلى أنه عثر على ترجمته في لسان الميزان.