الأوحد الشيخ أحمد بن الشيخ أحمد بن الشيخ محمد بن يوسف البحراني، ورسالة في تحليل التتن والقهوة رادا على بعض علماء العجم العاملين بتحريمها ورسالة في علم الكلام في أصول الدين ورسالة في تحريم السمك.
وهذا الشيخ يروي عن الشيخ أحمد بن الشيخ محمد بن علي المقشاعي أصلا والأصبعي منزلا قاله جدي في اللؤلؤة وعن تلميذه العلامة الشيخ سليمان الماحوزي طيب الله مضجعه قال في أزهار الأنظار:
وكان أستاذنا العلامة الشيخ سليمان بن علي مجتهدا صرفا وله من المصنفات كتاب: العمدة ورسالة في استقلال البكر، ورسالة في الأوامر والنواهي، وكتاب في مناسك الحج، ورسالة في قوله ع: من لا تقية له لا دين له.
وهو يروي عن الشيخ أحمد والشيخ علي بن سليمان.
شبيب بن عامر.
وجه معاوية برجل من أهل الشام يقال له عبد الرحمن بن أشيم في خيل من أهل الشام إلى بلاد الجزيرة، وبالجزيرة يومئذ شبيب بن عامر.، وهو جد الكرماني الذي كان بخراسان وكان بينه وبين نصر بن سيار ما كان، وكان شبيب مقيما بنصيبين في ستمائة رجل من أصحاب علي فكتب إلى كميل بن زياد وإلى علي على هيت: أما بعد، فاني أخبرك أن عبد الرحمن بن أشيم قد وصل إلى من الشام في خيل عظيمة، ولست أدري أين يريد، فكن على حذر، والسلام.
قال: فكتب إليه كميل: أما بعد، فقد فهمت كتابك وأنا سائر إليك بمن معي من الخيل، والسلام.
قال: ثم استخلف كميل بن زياد رجلا يقال له عبد الله بن وهب الراسبي، وحرج من هيت في أربعمائة فارس كلهم أصحاب بيض ودروع، حتى صار إلى شبيب بنصيبين، وخرج شبيب من نصيبين في ستمائة رجل، فساروا جميعا في ألف فارس يريدون عبد الرحمن، وعبد الرحمن يومئذ بمدينة يقال لها كفرتوثا في جيش لجب من أهل الشام، فأشرفت خيل أهل العراق على خيل أهل الشام. وجعل كميل بن زياد يرتجز ويقول:
يا خير من جر له خير القدر فالله ذو الآلاء أعلى وأبر يخذل من شاء ومن شاء نصر قال: وجعل شبيب يرتجز ويقول:
تجنبوا شدات ليث * ضيغم جهم محيا عقربان شدقم يغادر القرن صريعا للفم * بكل عضب صارم مصمم قال. واختلط القوم فاقتتلوا قتالا شديدا، فقتل من أصحاب كميل رجلان عبد الله بن قيس القابسي ومدرك بن بشر الغنوي، ومن أصحاب شبيب أربعة نفر، ووقعت الهزيمة على أهل الشام فقتل منهم بشر كثير، فولوا الأدبار منهزمين نحو الشام.
فقال كميل لأصحابه: لا تتبعوهم فقد أنكينا فيهم، وإن تبعناهم فلعلهم أن يرجعوا علينا ولا ندري كيف يكون الأمر.
قال: ثم رجع شبيب بن عامر إلى نصيبين، ورجع كميل بن زياد إلى هيت، وبلغ ذلك عليا، فكتب إلى كميل بن زياد: أما بعد، فالحمد لله الذي يصنع للمرء كيف يشاء، وينزل النصر على من يشاء إذا شاء، فنعم المولى ربنا ونعم النصير، وقد أحسنت النظر للمسلمين ونصحت إمامك، وقدما كان ظني بك ذلك فجزيت والعصابة التي نهضت بهم إلى حرب عدوك خير ما جزي الصابرون والمجاهدون، فانظر لا تغزون غزوة ولا تجلون إلى حرب عدوك خطوة بعد هذا حتى تستأذنني في ذلك، كفانا الله وإياك تظاهر الظالمين، إنه عزيز حكيم، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
ثم كتب إلى شبيب بن عامر بمثل هذه النسخة ليس فيها زيادة غير هذه الكلمات: واعلم يا شبيب إن الله ناصر من نصره وجاهد في سبيله، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
الشيخ صالح بن عبد الكريم الكرزكاني البحراني.
قال في تاريخ البحرين المخطوط:
كان هذا الشيخ فاضلا ورعا فقيها شديدا في ذات الله سبحانه انتهت إليه رئاسة شيراز وقام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيها أحسن قيام وانقادت إليه حكامها فضلا عن رعيتها لورعه وتقواه، ونشر العلم والتدريس فيها، ولا يكاد يوجد في جميع الفنون في شيراز إلا وعليه تبليغه والمقابلة عليه.
تولى القضاء بأمر الشاه السلطان سليمان ولما أتته خلعة القضاء من السلطان المزبور ورقم القضاء امتنع من لبس الخلعة المذكورة وبعد الالتماس والتخويف من سطوة السلطان وغضبه لبسها.
وله من المصنفات رسالة في تفسير أسماء الله الحسنى، والرسالة الخمرية، ورسالة في الجبائر وغير ذلك من الفوائد. وقبره الشريف معروف بجوار بقعة الشاه جراع.
صخير بن حذيفة بن هلال المزني، وبعضهم يسميه صخر.
لما عسكر سليمان بن صرد الخزاعي في النخيلة في نية الخروج بطلب ثار الحسين ع خطب الناس فقال:
أيها الناس، إنه من كان إنما أخرجته معنا إرادة الله ثواب الآخرة فذاك منا ونحن منه ورحمة الله عليه حيا وميتا، ومن كان يريد متاع الدنيا وحرثها فلا والله ما معنا فضة ولا ذهب، ولسنا نمضي إلى شئ نحوزه ولا إلى غنيمة نأخذها، وما هي إلا سيوفنا في رقابنا ورماحنا في أكفنا، ومعنا زاد بقدر البلغة إلى لقاء عدو الله عبيد الله بن زياد، فمن كان ينوي غير هذا فلا يصحبنا.
فقال له صخير بن حذيفة بن هلال المزني: صدقت رحمك الله، والله ما لنا خير في صحبة من الدنيا همته ونيته، وما أخرجنا إلا التوبة من ذنوبنا والطلب بدماء أهل بيت نبينا، وقد علمنا أنا إنما نقدم على حد السيوف وأطراف الرماح.
فناداه الناس من كل جانب: ألا إنا لا نطلب الدنيا ولا لها خرجنا. ولما التقى التوابون بجيوش الشام في عين الوردة وقتل قادتهم الواحد بعد الآخر، ثم آخذ الراية رفاعة بن شداد البجيلي، وكانت قد تكاثرت جيوش الشام وحاولت استئصال التوابين عن آخرهم، فارتأى رفاعة أن ينسحب بمن بقي منهم، فرفض ذلك صخير وصمم على الاستقتال وتقدم في ثلاثين من مزينة فقال لهم: لا تهابوا الموت في الله فإنه لاقيكم ولا ترجعوا إلى الدنيا التي