يقول النهروالي بعد ذلك متحدثا عن سبب انكفاء السلطان سليم عن تبريز وتخليه عن النصر العظيم الذي أحرزه: وأراد أن يقيم في تبريز للاستيلاء على إقليم العجم، والتمكن من تلك البلاد على الوجه الإثم، فما أمكنه ذلك لكثرة القحط واستيلاء الغلاء بحيث بيعت العليقة بمائتي درهم، وبيع الرغيف الخبز بمائة درهم. وسبب ذلك أن القوافل التي كان أعدها السلطان سليم لأن تتبعه بالميرة والعليق والمؤن تخلفت عنه في محل الاحتياج إليها، وما وجدوا في تبريز شيئا من المأكولات والحبوب، لأن شاه إسماعيل عند انكساره أمر باحراق أجران الحب والشعير وغير ذلك فاضطر السلطان سليم خان إلى العود من تبريز إلى بلاد الروم تركيا وتركها خالية خاوية على عروشها، ثم تفحص عن سبب انقطاع القوافل عنه فأخبر أن سبب ذلك سلطان مصر قانصوه الغوري، فإنه كان بينه وبين شاه إسماعيل محبة ومودة ومراسلات، بحيث إن السلطان قانصوه الغوري كان يتهم بالرفض في عقيدته بسبب ذلك... انتهى.
ولم تكن محاولة السلطان سليم القضاء على الدولة الصفوية التي مر ذكرها هي المحاولة الوحيدة، بل كانت المحاولة الأولى، فإنه بعد انتصاره على قانصوه الغوري في حلب وعلى طومان باي في مصر، حاول العودة إلى تبريز، وكانت آخر محاولة له هي التي يتحدث عنها النهروالي قائلا: فلما أراد سفرا ثالثا إلى بلاد العجم لقطع جاذرة طائفة القزلباش (1) رأى أن ما بقي من خزائنه لا يفي بتلك المصاريف، فتأخر ليجتمع في خزائنه مما يجمع له من خراج البلاد قدر ما يفي له بالمراد، ويأبى الله إلا ما أراد.
ولم يلبث السلطان سليم أن مرض ومات سنة 933.
وجاء ابنه سليمان وفي نفسه التصميم نفسه على القضاء على الدولة الناشئة للسبب نفسه، ونترك للنهروالي أن يحدثنا عن ذلك:
أرسل السلطان سليمان قبل سفره الميمون الوزير الأعظم إبراهيم باشا بعسكر عظيم، وجيش كالبحر الغطمطم، وفية كبيرة كالخميس العرمرم، لليلتين مضتا من شهر ربيع الأول سنة 941 ووصل إلى حلب وشتى بها هو ومن معه من العساكر المنصورة السليمانية والجيوش المؤيدة الخاقانية.
وبرز عقبه الوطاق الشريف السلطاني والمخيم المكرم الخاقاني العثماني إلى أسكودر آخر شهر ذي القعدة الحرام سنة 941 واستمر متوجها لنصرة السنة الشريفة السنية وقطع طوائف الرافضة البلية إلى أن وصل مخيمه الشريف العالي إلى يبلان أوجان قريب تبريز، وجاء إلى استقباله الوزير المعظم إبراهيم باشا بمن معه من العسكر المنصور وتوجها بجميع العساكر المنصورة إلى أخذ سلطانية من مملكة العجم.
ثم يذكر النهروالي أن الثلوج حالت دون تقدم السلطان سليمان قائلا:
واستولى البرد الشديد على العسكر المنصور ونزل الثلج كأنه الجبال.
فعند ذلك قرر السلطان سليمان الرجوع عن تبريز والتوجه إلى بغداد والاستعاضة بفتحها عن فتح تبريز.
وفي ذلك يقول النهروالي:
فنزل بعسكره المنصور في بغداد.
ثم يقول:
وأمرت الحضرة السلطانية بتحصين قلعة بغداد وحفظها وصونها من الالحاد ثم كانت للسلطان سليمان محاولة ثانية يعبر عنها النهروالي بقوله:
بادرت الحضرة السلطانية بجيوشها المنصورة العثمانية إلى أن تشتي في مدينة حلب وبعد انقضاء الشتاء يتوجه إلى أخذ بلاد قزلباش.
ثم يواصل كلامه بعد استطرادات قائلا:
فلما انقضى الشتاء توجه الركاب الشريف السلطاني إلى نخجوان من بلاد العجم ثانيا.
وانتهى أمر هذه الحملة بالعودة إلى استنبول دون أن تحقق غايتها. ويقول النهروالي عن ذلك دون أن يدخل في التفاصيل:
فجاءت رسل الشاه وطرق باب الصلح فرأت الآراء الشريفة السلطانية إجابة الشاه إلى سؤاله ترويحا للعساكر السلطانية وصونا لدماء الرعية فأنعمت على الشاه بما يتمناه.
وإذا كان النهروالي لم يذكر التفاصيل ولا الأسباب التي حملت السلطان سليمان على قبول الصلح والعودة من حيث أتى دون الوصول إلى هدفه، واكتفى بالقول بأنه فعل ذلك ترويحا للعساكر السلطانية وصونا لدماء الرعية. فإننا نستطيع أن نتبين السبب الحقيقي، وهو أن السلطان سليمان بعد دراسته الموقف عن قرب عرف استحالة هزيمة الجيش الصفوي لمنعته واستعداده وتحوطه فاثر العودة.
أما ترويح العساكر السلطانية وصون دماء الرعية فلو كانت هي السبب كما يزعم النهروالي لما أقدم السلطان أصلا على إقحام العساكر السلطانية بما ينافي الترويح عنها، ولا ساق الرعية إلى ما يؤدي إلى سفك دمائها.
أم كلثوم بنت الشهيد الشيخ محمد تقي القزوينية البرغانية.
ولدت حدود سنة 1224 وتوفيت بعد سنة 1268 كانت من فواضل نساء عصرها. قرأت المقدمات والعلوم العربية والأدب على عمة والدها ماه شرف، ثم أخذت الفقه والأصول عن والدها الشهيد وعمها الشيخ محمد صالح البرغاني الحائري، وحضرت في الحكمة والفلسفة على الشيخ ملا آغا الحكمي القزويني، ثم زفوها لابن عمها الشيخ الميرزا عبد الوهاب البرغاني القزويني وهو الابن الأرشد لعمها الشيخ محمد صالح. تصدرت التدريس في قزوين وطهران وكربلاء، للنساء. وأوقفت مكتبتها سنة 1268 على كافة طلاب العلوم الدينية وجعلت التولية بيد زوجها، ثم بعد وفاته بيد شقيق زوجها الشيخ حسن.
ومن مؤلفاتها تفسير سورة فاتحة الكتاب (2).
أمانت.
الاسم الشعري للشاعر الهندي السيد آغا حسن المولود سنة 1231 والمتوفى سنة 1275.
له مرات في الحسين ع ابتدأ بها شعره. ثم نظم في الغزل،