مستدركات أعيان الشيعة - حسن الأمين - ج ٢ - الصفحة ٦٨
يقول النهروالي بعد ذلك متحدثا عن سبب انكفاء السلطان سليم عن تبريز وتخليه عن النصر العظيم الذي أحرزه: وأراد أن يقيم في تبريز للاستيلاء على إقليم العجم، والتمكن من تلك البلاد على الوجه الإثم، فما أمكنه ذلك لكثرة القحط واستيلاء الغلاء بحيث بيعت العليقة بمائتي درهم، وبيع الرغيف الخبز بمائة درهم. وسبب ذلك أن القوافل التي كان أعدها السلطان سليم لأن تتبعه بالميرة والعليق والمؤن تخلفت عنه في محل الاحتياج إليها، وما وجدوا في تبريز شيئا من المأكولات والحبوب، لأن شاه إسماعيل عند انكساره أمر باحراق أجران الحب والشعير وغير ذلك فاضطر السلطان سليم خان إلى العود من تبريز إلى بلاد الروم تركيا وتركها خالية خاوية على عروشها، ثم تفحص عن سبب انقطاع القوافل عنه فأخبر أن سبب ذلك سلطان مصر قانصوه الغوري، فإنه كان بينه وبين شاه إسماعيل محبة ومودة ومراسلات، بحيث إن السلطان قانصوه الغوري كان يتهم بالرفض في عقيدته بسبب ذلك... انتهى.
ولم تكن محاولة السلطان سليم القضاء على الدولة الصفوية التي مر ذكرها هي المحاولة الوحيدة، بل كانت المحاولة الأولى، فإنه بعد انتصاره على قانصوه الغوري في حلب وعلى طومان باي في مصر، حاول العودة إلى تبريز، وكانت آخر محاولة له هي التي يتحدث عنها النهروالي قائلا: فلما أراد سفرا ثالثا إلى بلاد العجم لقطع جاذرة طائفة القزلباش (1) رأى أن ما بقي من خزائنه لا يفي بتلك المصاريف، فتأخر ليجتمع في خزائنه مما يجمع له من خراج البلاد قدر ما يفي له بالمراد، ويأبى الله إلا ما أراد.
ولم يلبث السلطان سليم أن مرض ومات سنة 933.
وجاء ابنه سليمان وفي نفسه التصميم نفسه على القضاء على الدولة الناشئة للسبب نفسه، ونترك للنهروالي أن يحدثنا عن ذلك:
أرسل السلطان سليمان قبل سفره الميمون الوزير الأعظم إبراهيم باشا بعسكر عظيم، وجيش كالبحر الغطمطم، وفية كبيرة كالخميس العرمرم، لليلتين مضتا من شهر ربيع الأول سنة 941 ووصل إلى حلب وشتى بها هو ومن معه من العساكر المنصورة السليمانية والجيوش المؤيدة الخاقانية.
وبرز عقبه الوطاق الشريف السلطاني والمخيم المكرم الخاقاني العثماني إلى أسكودر آخر شهر ذي القعدة الحرام سنة 941 واستمر متوجها لنصرة السنة الشريفة السنية وقطع طوائف الرافضة البلية إلى أن وصل مخيمه الشريف العالي إلى يبلان أوجان قريب تبريز، وجاء إلى استقباله الوزير المعظم إبراهيم باشا بمن معه من العسكر المنصور وتوجها بجميع العساكر المنصورة إلى أخذ سلطانية من مملكة العجم.
ثم يذكر النهروالي أن الثلوج حالت دون تقدم السلطان سليمان قائلا:
واستولى البرد الشديد على العسكر المنصور ونزل الثلج كأنه الجبال.
فعند ذلك قرر السلطان سليمان الرجوع عن تبريز والتوجه إلى بغداد والاستعاضة بفتحها عن فتح تبريز.
وفي ذلك يقول النهروالي:
فنزل بعسكره المنصور في بغداد.
ثم يقول:
وأمرت الحضرة السلطانية بتحصين قلعة بغداد وحفظها وصونها من الالحاد ثم كانت للسلطان سليمان محاولة ثانية يعبر عنها النهروالي بقوله:
بادرت الحضرة السلطانية بجيوشها المنصورة العثمانية إلى أن تشتي في مدينة حلب وبعد انقضاء الشتاء يتوجه إلى أخذ بلاد قزلباش.
ثم يواصل كلامه بعد استطرادات قائلا:
فلما انقضى الشتاء توجه الركاب الشريف السلطاني إلى نخجوان من بلاد العجم ثانيا.
وانتهى أمر هذه الحملة بالعودة إلى استنبول دون أن تحقق غايتها. ويقول النهروالي عن ذلك دون أن يدخل في التفاصيل:
فجاءت رسل الشاه وطرق باب الصلح فرأت الآراء الشريفة السلطانية إجابة الشاه إلى سؤاله ترويحا للعساكر السلطانية وصونا لدماء الرعية فأنعمت على الشاه بما يتمناه.
وإذا كان النهروالي لم يذكر التفاصيل ولا الأسباب التي حملت السلطان سليمان على قبول الصلح والعودة من حيث أتى دون الوصول إلى هدفه، واكتفى بالقول بأنه فعل ذلك ترويحا للعساكر السلطانية وصونا لدماء الرعية. فإننا نستطيع أن نتبين السبب الحقيقي، وهو أن السلطان سليمان بعد دراسته الموقف عن قرب عرف استحالة هزيمة الجيش الصفوي لمنعته واستعداده وتحوطه فاثر العودة.
أما ترويح العساكر السلطانية وصون دماء الرعية فلو كانت هي السبب كما يزعم النهروالي لما أقدم السلطان أصلا على إقحام العساكر السلطانية بما ينافي الترويح عنها، ولا ساق الرعية إلى ما يؤدي إلى سفك دمائها.
أم كلثوم بنت الشهيد الشيخ محمد تقي القزوينية البرغانية.
ولدت حدود سنة 1224 وتوفيت بعد سنة 1268 كانت من فواضل نساء عصرها. قرأت المقدمات والعلوم العربية والأدب على عمة والدها ماه شرف، ثم أخذت الفقه والأصول عن والدها الشهيد وعمها الشيخ محمد صالح البرغاني الحائري، وحضرت في الحكمة والفلسفة على الشيخ ملا آغا الحكمي القزويني، ثم زفوها لابن عمها الشيخ الميرزا عبد الوهاب البرغاني القزويني وهو الابن الأرشد لعمها الشيخ محمد صالح. تصدرت التدريس في قزوين وطهران وكربلاء، للنساء. وأوقفت مكتبتها سنة 1268 على كافة طلاب العلوم الدينية وجعلت التولية بيد زوجها، ثم بعد وفاته بيد شقيق زوجها الشيخ حسن.
ومن مؤلفاتها تفسير سورة فاتحة الكتاب (2).
أمانت.
الاسم الشعري للشاعر الهندي السيد آغا حسن المولود سنة 1231 والمتوفى سنة 1275.
له مرات في الحسين ع ابتدأ بها شعره. ثم نظم في الغزل،

(1) يقصد بهم اتباع الشاه إسماعيل من الشيعة. راجع ما مر عن سبب هذه التسمية.
(2) الشيخ عبد الحسين الصالحي.
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 5
2 آمنة القزوينية - إبراهيم القطيفي - البحراني - الخطي - أحمد الدندن - الصحاف 7
3 أحمد مسكويه 8
4 أحمد آل عصفور - البحراني 19
5 أحمد بن حاجي - الدرازي - الدمستاني - المتنبي 20
6 أحمد القطيفي 32
7 أحمد الغريفي 33
8 أحمد عصفور - الزاهد - الخطي - البحراني 41
9 أحمد البحراني - الزنجي - البلادي - العقيري 42
10 أحمد القطيفي - آل عصفور - الشايب - المصري 43
11 أحمد الصاحب 45
12 أحمد البحراني - الأحوص - إدريس الثاني 46
13 إدريس الأول 49
14 إسماعيل الصفوي 50
15 أم كلثوم القزوينية - أمانت 68
16 أويس الأول - أيوب البحراني - بابر 69
17 باقر الدمستاني - بيرم خان خانان 70
18 جارية بن قدامة السعدي 71
19 جعفر القطاع - البحراني 77
20 جواد علي - جويرية - حبيب بن قرين 78
21 حرز العسكري - حسن عصفور - القطيفي 79
22 الحسن الوزير المهلبي 81
23 حسن الدمستاني 92
24 الحسين النعالي - معتوق - آل عصفور 93
25 حسن الحيدري - البلادي - الحسين ابن خالويه 95
26 حسين الغريفي - البحراني - الماحوزي 98
27 الحسين الطغرائي 99
28 حسين الفوعي - القزويني 104
29 حسين نور الدين - الحسين بن سينا 105
30 حمد البيك 120
31 خلف آل عصفور - الخليل بن أحمد الفراهيدي 134
32 داود البحراني 138
33 درويش الغريفي - رقية الحائرية - رويبة - السائب - الأشعري - سعد صالح 139
34 سعيد حيدر 140
35 سليمان الأصبعي 151
36 شبيب بن عامر - صالح الكرزكاني - صخير 152
37 صدر الدين الصدر - طاشتكين 153
38 عبد الإمام - عبد الجبار - عبد الرؤوف - عبد الرضا - عبد الحسين القمي - ابن رقية 154
39 عبد الرحمان الهمداني - ابن عبيد 155
40 عبد الرحمان النعماني - عبد السلام بن رغبات ديك الجن 156
41 عبد الله الحلبي - عبد علي عصفور 158
42 عبد علي القطيفي - عبد العلي البيرجندي - عبد الغفار نجم الدولة 159
43 عبد الكريم الممتن 160
44 عبد الله المقابي - الحجري - البحراني - الكناني - الأزدي - ابن وال - الأزدي 162
45 عبد الله النهدي - الأحمر - عبد المحسن اللويمي 163
46 عبد النبي الدرازي - عبيد الله بن الحر الجعفي 164
47 عبيدة - عدنان الغريفي 172
48 علي الأحسائي - البحراني - المقابي - جعفر - الدمستاني 173
49 علي الصالحي - ابن الشرقية 174
50 علي بن المؤيد 176
51 علي باليل 183
52 سيف الدولة الحمداني - ابن بابويه 185
53 علي الغريفي 196
54 علي نقي الحيدري - ابن أسباط - الصحاف 201
55 علي الحماني 202
56 علي بن الفرات 211
57 علي التهامي 213
58 عمر بن العديم 218
59 عيسى عصفور - قيس بن عمرو النجاشي 220
60 كريب - مال الله الخطي - ماه شرف 222
61 محسن عصفور - محمد الأسدي 223
62 محمد الكناني 226
63 محمد بن أحمد الفارابي 227
64 محمد البيروني 232
65 محمد الدمستاني - السبعي - الشويكي - الخطي - السبزواري 245
66 محمد النيسابوري - الشريف الرضي محمد بن الحسين 246
67 محمد الكرزكاني - المقابي 281
68 محمد بن أبي جمهور الأحسائي 282
69 محمد البحراني - البرغاني 286
70 محمد تقي الفشندي - آل عصفور - الحجري - الهاشمي 287
71 محمد جواد دبوق - المقابي - البحراني - آل عصفور 297
72 محمد عباس الجزائري 298
73 محمد علي البرغاني 299
74 محمد صالح البرغاني 300
75 محمد قاسم الحسيني - البغلي 305
76 محمد علي الأصفهاني - محمد كاظم التنكابني - محمد محسن الكاشاني 308
77 محمد محسن العاملي - محمد مهدي البصير - محمد النمر 309
78 محمود بن الحسين كشاجم 312
79 مرتضى العلوي - مغامس الحجري - مصطفى جواد 322
80 معتوق الأحسائي 327
81 معد الموسوي - معقل بن قيس الرياحي 328
82 مهدي الحكيم 330
83 مهدي بحر العلوم 330
84 مهدي المازندراني - الحيدري 333
85 منصور كمونة 336
86 مهدي الكلكاوي - محمد طاهر الحيدري - محمد بن مسلم الزهري - خاتون - معمر البغدادي - محسن الجواهري 337
87 ناصر الجارودي - حسين - نصر النحوي - المدائني - القاضي النعمان 338
88 نعمة الله الجزائري - نعيم بن هبيرة 342
89 نوح آل عصفور - نور الدين القطيفي - هبة الله ابن الشجري 343
90 هشام الجواليقي - يحيى الفراء 344
91 يعقوب الكندي 349
92 يوسف بن قزغلي 355
93 ملحق المستدركات - صلاح الدين الأيوبي 356
94 الخراسانية والمتشيعة 361
95 العرب والمأمون ثم البويهيون 364
96 سعد صالح 367
97 صلاح الدين وخلفاؤه - إسماعيل الصفوي 368
98 ابن جبير في جبل عامل 370