الشيخ المعمر مسند العراق أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي البغدادي الحمامي، الحافظ يعني يحفظ ثياب الحمام وغلته.
هكذا ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء. ثم قال: أسمعه جده من أبي عمر بن مهدي وآخرين عددهم.
ثم ذكر من حدث عنه وهم كثيرون. ثم قال: قال أبو علي بن سكرة: هو رجل أمي له سماع صحيح عال، وكان فقيرا عفيفا من بيت علم، يخدم حماما في الكرخ. قال شجاع الذهلي: هو صحيح السماع، خال من الفهم والعلم، سمعت منه.
وقال أبو عامر العبدري: هو عامي أمي رافضي، لا يحل أن يحمل عنه حرف، لا يدري ما يقرأ عليه.
قال السمعاني: سالت إسماعيل الحافظ بأصبهان، فقال: هو من أولاد المحدثين سمع الكثير. وسالت إبراهيم بن سليمان عنه، فقال: لا أخذت عنه، كان لا يعرف ما يقرأ عليه. وسمعت عبد الوهاب الأنماطي يقول: دلنا عليه أبو الغنائم بن أبي عثمان فمضينا إليه فقرأت عليه جزءا فيه اسمه وسألته:
هل عندك شئ من الأصول؟ فقال: كان عندي شدة (1) بعتها لأبي الحسين ابن الطيوري ما أدري ما فيها، فمضينا إلى ابن الطيوري فاخرجها فيها سماع من الحاليني وغيره فقرأناها عليه.
قلت: مات الحافظ أبو عبد الله هذا في صفر سنة ثلاث وتسعين وأربع مائة عن أرجح من تسعين سنة، وقد روى عنه السلفي بالإجازة ووقع لنا من عواليه جماعة أجزاء انتهى.
الشيخ حسين معتوق مرت ترجمته في الصفحة 29 من المجلد الأول من المستدركات ونزيد عليها هنا ما يلي: ولد سنة 1320 في بلدة العباسية من جبل عامل. بدأ دراسته في كتاب البلدة عند الشيخ إبراهيم ياسين، ثم في مدرسة بلدة طيردبا القريبة من قريته عند الشيخ عبد الله دهيني. ثم درس العلوم التي تعده للدراسة النجفية على الشيخ حسين مغنية، ثم سافر إلى النجف الأشرف فكان من أساتذته هناك كل من السيد حسين الحمامي والسيد محسن الحكيم.
الشيخ حسين بن الشيخ محمد البحراني من آل عصفور.
قال في تاريخ البحرين المخطوط: ونحن ننقل هذه الترجمة بنصها على طولها ومبالغاتها تقيدا منا بما ذكرناه من أننا نلتزم نصوص المؤلف لأنها تصور بعض جوانب الأساليب الفكرية والكتابية في ذلك العصر فهي جزء من تاريخه:
هو أحد أولئك الأجلة، وواحد تلك البدور والأهلة، ناشر لواء التحقيق، جامع معاني التصور والتصديق، سيد المشايخ والمحققين، وسند المجتهدين والمحدثين، الشيخ الأكبر ومجدد المذهب في القرن الثاني عشر، كما هو اعتقاد جماعة منهم المحقق النيشابوري في قلع الأساس، والشيخ الأمجد الشيخ أحمد الأحسائي في جوامع الكلم وهو علامة البشر، وإليه انتهت رئاسة المذهب في هجر، وذكره شيخ الجواهر في كتابه وسماه بالبحر الزاخر، وفوضت إليه أمور الشريعة في سنة ألف ومائتين بعد أخذه عن الجهابذة من علماء عصره، فصير بيت العلم مصره، وحضره جمع من العلماء واستفادوا منه في علوم شتى، أكثرهم حفظا بالأحاديث الشريفة، وأشدهم اطلاعا بفتاوى أرباب المذاهب، خصوصا الشيعة ومن المشهورات أنه قدس سره كان يحفظ اثني عشر ألفا من الأحاديث المعنعنة، وعلى أنه قدس سره كان يرتكب في مجلس واحد أمورا متناقضة مثل التدريس، والإفتاء، والتصنيف، والتأليف، والقضاوة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. قال العلامة النيشابوري في إجازته لابنه بعد جمل من أوصافه ومحاسنه وهو معدن المعارف وكنز الإفادة وكعبة الفضائل تصانيفه في سماء الشريعة كواكب، وتآليفه لجمع الفوائد مواكب، مجدد آثار الشريعة، والحافظ لناموس الشيعة، ابن العلامة الأوحد الشيخ حسين بن الشيخ محمد آل عصفور، وله قدس سره كتب كثيرة، قال قدس سره في إجازة بعض تلامذته: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي نصب سرادقات الدراية على مخيم أهل الرواية، وربط أطنابها بأوتاد أسانيدها في البداية والنهاية، وحث على اتباعها وتقليد حملها للارشاد والهداية، والصلوات والسلام على محمد وآله الأعلام المزيحة لظلمة الجهل والغواية... وبعد فان الله عز وجل قد أوجب على عباده النفر لتحصيل الأحكام وبلوغ المرام والغاية، وجعلهم في عذر إلى أن يرجعوا إلى من ينذرون كما هو صريح الآية، فاقتضت المصلحة الربانية والعناية السبحانية الإجازة لحملة تلك الأخبار بنشر ما تحملوه من تلك الآثار، ليكون عليه المدار في الايراد والاصدار، وكان ممن حملته تلك الحمية العلية، وحثته تلك النفحة القدسية، الولد الأعز المحفوظ، ومن هو لا زال بين العناية الحفيظ المحفوظ الشيخ الأجل الصدوق مرزوق بن الشيخ محمد بن الشيخ عبد الله بن محمد بن حسين بن محمد الشويكي مولدا، والنعيمي البحراني أصلا، والأصبعي مسكنا لتحصيل تشييد معالم الدين ونظم أحاديث سيد المرسلين فاستجازني وفقه الله تعالى في سلوك جادة التحمل والنقل لتلك الأخبار الصادرة من ينابيع عين الحياة والمطهرة لأسرار أنوار الرسالة إلى يوم المحشر الوفاء، بعد ما قرأ علي نبذة من علوم المبادىء الفقهية وأطلعته على درر مزايا لأخبار وتلك الدرر العلية، وجملة المسائل الأحكامية، فأجزت له تيمنا وتبركا بدخوله في طريقة العلماء الاثني عشرية، وحثثته على جادة المتفقهين في تلك المسائل الحفية والجلية على أن يرد لي عني جميع ما رويته عن مشايخي الذين تدخلوا في منازل أهل التقديس، ونصبوا أعلام الدرس والتدريس، واستخرجوا من لجج بحار العلم كل در نفيس، وهم آبائي الأقطاب الأبرار الذين درات عليهم رحى الأخبار ونوروا رحى الأحاديث بتلك الأنوار البارقة من أهل العصمة الذين هم المدار. فأولهم والدي الروحاني، أخو والدي لأبيه، المحدث المحقق المنصف من مكن له في الأرض وعلمه تأويل الأحاديث في الطول والعرض، فأثمرت عنه حدائق تلك العلوم الربانية، واستخرج من صدف التحقيق درر التحف المسندة إلى يعسوب الدين، والأئمة الأطهار الربانية، العلامة الشيخ يوسف بن الشيخ أحمد بن الشيخ إبراهيم الدرازي البحراني، ومنهم العالم العلي الفائز بالرقيب، والعلي من قداح علوم النبي