مستدركات أعيان الشيعة - حسن الأمين - ج ٢ - الصفحة ١٦٣
والظفر، حتى إذا صاروا إلى النخيلة عسكروا بها.
وخرج سليمان من الكوفة في نفر من أصحابه، حتى إذا أشرف على أصحابه وعسكره لم يعجبه ما رأى من قلة الناس، فدعا برجلين من أصحابه: حكيم بن منقذ الكندي والوليد بن غضين الكناني، فقال لهما:
اركبا فمرا بالكوفة وناديا في الناس: من أراد الجنة ورضاء الله والتوبة فليلحق بسليمان بن صرد إلى النخيلة.
ففعلا ما أمرهما به وناديا بالكوفة، فسمع ذلك رجل من الأزد يقال له عبد الله بن خازم، وله امرأة يقال بها سهلة بنت بسرة، فلما سمع النداء وثب إلى ثيابه فلبسها، وأفرع عليه سلاحه وأمر باسراج فرسه، فقالت له ابنته ما لي أراك متأهبا؟ فقال لها: إن أباك يريد أن يفر من ذنوبه. فقالت له امرأته:
ما شأنك ويحك؟ خبرني قضيتك، فقال: ويحك أيتها المرأة، إني سمعت الداعي فأحببت أن أجيبه، وأنا أطلب بدم الحسين بن علي وإخوته وأهل بيته حتى أموت أو يقضي الله في ذلك من أمره ما يحب ويرضى، فقالت له امرأته: ويحك على من تخلف أهلك وولدك؟! فقال: على الله وحده. ثم رفع طرفه نحو السماء فقال: اللهم إني أستودعك أهلي وولدي فاحفظني فيهم، وتب علي مما فرطت في نصر ابن بنت نبيك، ثم خرج حتى لحق بسليمان بن صرد.
عبد الله بن عمرو النهدي.
لما التقى جيش المختار بجيش مصعب بن الزبير، كان عبد الله بن عمرو النهدي في جيش المختار، وكان محمد بن الأشعث في جيش مصعب فقال عبد الله: ويحكم أروني الموضع الذي فيه محمد بن الأشعث فإنه ممن قاتل الحسين بن علي وشارك في دمه فقالوا: ألا ترى هو في الكتيبة الحمراء على الفرس الأدهم؟ فقال: بلى قد رأيته، فدعوني وإياه. ثم رفع رأسه إلى السماء، وقال: اللهم. إنني على ما كنت عليه بصفين، اللهم وإني أبرأ إليك ممن قتل أهل البيت بيت نبيك محمد ص، أو شارك في دمائهم. قال: ثم حمل حتى خالط أصحاب مصعب بن الزبير، فجعل يضرب فيهم ضربا منكرا وهو في ذلك يلاحظ محمد بن الأشعث، حتى إذا أمكنته الفرصة وحمل عليه، ضربه ضربة على رأسه جدله صريعا.
واختلط الناس من أصحاب ابن الزبير بعبد الله بن عمرو هذا فقتلوه.
عبد الله بن عوف الأحمر.
لما تهيا التوابون للمسير للطلب بثار الحسين ع وعزموا على ذلك، جعل عبد الله بن عوف بن الأحمر الأزدي يحرض الناس على ذلك ويذكر ما كان منه، فبدأ ذلك في أيام صفين وحروبها، فأنشأ يقول:
صحوت وودعت الصبا والغوانيا * وقلت لأصحابي أجيبوا المناديا وقولوا له إذ قام يدعو إلى الهدى * وقتل العدى لبيك لبيك داعيا وشدوا له إذ سعر، الحرب أزره * ليجزى امرؤ يوما بما كان ساعيا وقودوا إلى الأعداء كل طمرة * وقودوا إليكم سانحات المذاكيا وسيروا إلى القوم المحلين جنة * وهزوا حرابا نحوهم وعواليا ألسنا بأصحاب الحزيبة والأولى * قتلنا بها من كان حيران باغيا ونحن شمرنا لابن هند بجحفل * كركن حوى يزجي إليه الدواهيا الا وانع خير الناس جدا ووالدا * حسينا لأهل الدين إن كنت ناعيا ليبك حسينا من رعى الدين والتقى * وكان غياثا للضعيف وكافيا ويبك حسينا ذو أمان وحفظة * عديم وأيتام عد من المواليا وأضحى حسين للرماح دريئة * وغودر مسلوبا لدى الطف ثاويا فيا ليتني إذ ذاك كنت شهدته * وضاربت عنه السائبين الأعاديا ودافعت عنه ما استطعت مجاهدا * وأعملت سيفي فيهم وسنانيا ولكن قعدنا في معاشر ثبطوا * وكان قعودي ضيلة من ضلاليا فيا ليتني غودرت فيمن أجابه * وكنت له من مقطع القتل واديا ويا ليتني أخطرت عنه بأسرتي * وأهلي وخلاني جميعا وماليا سقى الله قبرا ضمن المجد والتقى * بغربية الطف الغمام الغواديا ولكن مضى لا يملأ الروع نحره * فبورك مهديا شهيدا وهاديا فصلى عليه الله ما هبت الصبا * وما لاح نجم أو تحدر هاويا ولما انتهى التوابون من زيارة قبر الحسين ع ولزموا الطريق الأعظم كان عبد الله بن عوف يسير معهم على فرس كميت يتأكل تأكلا وهو يقول:
خرجن يلمعن بنا أرسالا * عوابسا قد تحمل الأبطالا نريد أن نلقي بها الأقيالا * الفاسقين الغدر والضلالا وقد رفضنا الأهل والأموالا * والخفرات البيض والحجالا الشيخ عبد المحسن بن محمد بن مبارك اللويمي البلادي الأحسائي المتوفى حدود سنة 1250 ه.
عاش في قرية البطالية من قرى الأحساء، وكانت تعرف آنذاك ب‍ البلاد، وإليها نسبته، وكان له فيها مسجد خاص روى عن أكثر من عالم من أعلام العلماء، منهم:
السيد محمد مهدي بحر العلوم.
والشيخ حسين آل عصفور.
والسيد مهدي الشهرستاني الحائري.
والشيخ أحمد بن الشيخ حسن الدمستاني.
وروى عنه جماعة من العلماء، منهم:
الشيخ سليمان آل عبد الجبار البحراني القطيفي.
والشيخ علي الشيخ مبارك آل حميدان الخطي الجارودي.
وكان فقيها مجتهدا، وقد وقفت في مكتبتنا الخاصة بمدينة البصرة على إحدى رسائله الاستدلالية في الصلاة، فرأيته ذا أصالة في الرأي، وعمق في النظرة، ودقة في مناقشة الأدلة، واستقامة في استنطاق النصوص.
وله عدة مؤلفات ذكرها في إجازته للمشائخ المذكورين، منها:
1 التحفة الفاخرة، فرع من تأليفه في سنة 1218 ه.
2 جامع الأصول عن أهل الوصول.
3 الرسالة الصغرى في الصلاة.
4 الرسالة الوسطى في الصلاة.
5 الرسالة الكبرى في الصلاة.
6 شرح الأجرومية في النحو.
(١٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 5
2 آمنة القزوينية - إبراهيم القطيفي - البحراني - الخطي - أحمد الدندن - الصحاف 7
3 أحمد مسكويه 8
4 أحمد آل عصفور - البحراني 19
5 أحمد بن حاجي - الدرازي - الدمستاني - المتنبي 20
6 أحمد القطيفي 32
7 أحمد الغريفي 33
8 أحمد عصفور - الزاهد - الخطي - البحراني 41
9 أحمد البحراني - الزنجي - البلادي - العقيري 42
10 أحمد القطيفي - آل عصفور - الشايب - المصري 43
11 أحمد الصاحب 45
12 أحمد البحراني - الأحوص - إدريس الثاني 46
13 إدريس الأول 49
14 إسماعيل الصفوي 50
15 أم كلثوم القزوينية - أمانت 68
16 أويس الأول - أيوب البحراني - بابر 69
17 باقر الدمستاني - بيرم خان خانان 70
18 جارية بن قدامة السعدي 71
19 جعفر القطاع - البحراني 77
20 جواد علي - جويرية - حبيب بن قرين 78
21 حرز العسكري - حسن عصفور - القطيفي 79
22 الحسن الوزير المهلبي 81
23 حسن الدمستاني 92
24 الحسين النعالي - معتوق - آل عصفور 93
25 حسن الحيدري - البلادي - الحسين ابن خالويه 95
26 حسين الغريفي - البحراني - الماحوزي 98
27 الحسين الطغرائي 99
28 حسين الفوعي - القزويني 104
29 حسين نور الدين - الحسين بن سينا 105
30 حمد البيك 120
31 خلف آل عصفور - الخليل بن أحمد الفراهيدي 134
32 داود البحراني 138
33 درويش الغريفي - رقية الحائرية - رويبة - السائب - الأشعري - سعد صالح 139
34 سعيد حيدر 140
35 سليمان الأصبعي 151
36 شبيب بن عامر - صالح الكرزكاني - صخير 152
37 صدر الدين الصدر - طاشتكين 153
38 عبد الإمام - عبد الجبار - عبد الرؤوف - عبد الرضا - عبد الحسين القمي - ابن رقية 154
39 عبد الرحمان الهمداني - ابن عبيد 155
40 عبد الرحمان النعماني - عبد السلام بن رغبات ديك الجن 156
41 عبد الله الحلبي - عبد علي عصفور 158
42 عبد علي القطيفي - عبد العلي البيرجندي - عبد الغفار نجم الدولة 159
43 عبد الكريم الممتن 160
44 عبد الله المقابي - الحجري - البحراني - الكناني - الأزدي - ابن وال - الأزدي 162
45 عبد الله النهدي - الأحمر - عبد المحسن اللويمي 163
46 عبد النبي الدرازي - عبيد الله بن الحر الجعفي 164
47 عبيدة - عدنان الغريفي 172
48 علي الأحسائي - البحراني - المقابي - جعفر - الدمستاني 173
49 علي الصالحي - ابن الشرقية 174
50 علي بن المؤيد 176
51 علي باليل 183
52 سيف الدولة الحمداني - ابن بابويه 185
53 علي الغريفي 196
54 علي نقي الحيدري - ابن أسباط - الصحاف 201
55 علي الحماني 202
56 علي بن الفرات 211
57 علي التهامي 213
58 عمر بن العديم 218
59 عيسى عصفور - قيس بن عمرو النجاشي 220
60 كريب - مال الله الخطي - ماه شرف 222
61 محسن عصفور - محمد الأسدي 223
62 محمد الكناني 226
63 محمد بن أحمد الفارابي 227
64 محمد البيروني 232
65 محمد الدمستاني - السبعي - الشويكي - الخطي - السبزواري 245
66 محمد النيسابوري - الشريف الرضي محمد بن الحسين 246
67 محمد الكرزكاني - المقابي 281
68 محمد بن أبي جمهور الأحسائي 282
69 محمد البحراني - البرغاني 286
70 محمد تقي الفشندي - آل عصفور - الحجري - الهاشمي 287
71 محمد جواد دبوق - المقابي - البحراني - آل عصفور 297
72 محمد عباس الجزائري 298
73 محمد علي البرغاني 299
74 محمد صالح البرغاني 300
75 محمد قاسم الحسيني - البغلي 305
76 محمد علي الأصفهاني - محمد كاظم التنكابني - محمد محسن الكاشاني 308
77 محمد محسن العاملي - محمد مهدي البصير - محمد النمر 309
78 محمود بن الحسين كشاجم 312
79 مرتضى العلوي - مغامس الحجري - مصطفى جواد 322
80 معتوق الأحسائي 327
81 معد الموسوي - معقل بن قيس الرياحي 328
82 مهدي الحكيم 330
83 مهدي بحر العلوم 330
84 مهدي المازندراني - الحيدري 333
85 منصور كمونة 336
86 مهدي الكلكاوي - محمد طاهر الحيدري - محمد بن مسلم الزهري - خاتون - معمر البغدادي - محسن الجواهري 337
87 ناصر الجارودي - حسين - نصر النحوي - المدائني - القاضي النعمان 338
88 نعمة الله الجزائري - نعيم بن هبيرة 342
89 نوح آل عصفور - نور الدين القطيفي - هبة الله ابن الشجري 343
90 هشام الجواليقي - يحيى الفراء 344
91 يعقوب الكندي 349
92 يوسف بن قزغلي 355
93 ملحق المستدركات - صلاح الدين الأيوبي 356
94 الخراسانية والمتشيعة 361
95 العرب والمأمون ثم البويهيون 364
96 سعد صالح 367
97 صلاح الدين وخلفاؤه - إسماعيل الصفوي 368
98 ابن جبير في جبل عامل 370