الأحساء المشهورين، كما كان من أدبائها، يقيم في قرية العمران الشمالية.
أخذ مبادئ دراسته في مدينة المبرز إحدى مدن الأحساء، ثم رحل بعدها إلى النجف الأشرف لإكمال دراسته هناك، وكان عمره حينذاك 25 سنة، وأقام في النجف ما يزيد على 20 سنة، رجع بعدها إلى الأحساء، وكانت له عدة مؤلفات إلا أنها تلفت.
لم نعثر من شعره إلا على هذه الأبيات الأربعة في مدح الإمام أمير المؤمنين ع:
حسد دب في النفوس وهمس * وعيون في حيرة وازورار لعلي الفخار زين المعاني * أسد الله حيدر الكرار حسدوه وأظهروا النقص فيه * وعصوا أمر أحمد المختار وأساؤوا إلى نبيه فاضحوا * نهب أيدي الطغاة في كل دار النقيب معد الموسوي قال الدكتور مصطفى جواد:
هو شرف الدين أبو تميم معد بن الحسين الموسوي النقيب، كان قد تولى سنة 605 إشراف المخزن وذلك في يوم الثلاثاء سادس ذي القعدة، وخلع عليه بالبدرية المعروف اليوم انه منها درب الرواق وجامع مرجان، وركب من هناك إلى المخزن ثم تولى بلاد واسط، وفي سنة 616 امره الخليفة الناصر لدين الله ان يسير إلى قتال بني معروف في البطائح فتجهز وجمع معه من الرجالة من تكريت وهيت والحديثة والأنبار والحلة والكوفة وواسط والبصرة وغيرها خلقا كثيرا وسار إليهم ومقدمهم حينئذ معلى بن معروف وهم قوم من ربيعة، وكانت بيوتهم غربي الفرات تحت سورا وما يتصل بذلك من البطائح، وكان قد كثر فسادهم وأذاهم لما قاربهم من القرى، وقطعوا الطريق وأفسدوا في النواحي المقاربة لبطيحة الغراف، فشكا أهل تلك البلاد إلى الديوان منهم فامر الخليفة معدا ان يسير إليهم في الجموع كما قدمنا فسار إليهم فاستعد بنو معروف لقتاله، فاقتتلوا بموضع يعرف بالمقير ولا يزال معروفا بذلك وهو عند المدينة الأزلية المسماة أور وفيها اليوم مستشار للآثار، والمقير تل كبير بالبطيحة بقرب الغراف وكثر القتل بين الفريقين ثم انهزم بنو معروف وكثر فيهم القتل والأسر والغرق واخذت أموالهم وحملت رؤوس كثيرة من القتلى إلى بغداد في ذي الحجة من سنة 616 المذكورة، وكان شمس الدين أبو المظفر باتكين بن عبد الله الرومي والي البصرة حاضرا هذه الوقعة مع عسكر البصرة وفي ذلك قال:
يا وقعة شفت النفوس وغادرت * تل المقير ما به من غابر وسقت بني المجهول (1) كأسا مرة * تركت مواردهم بغير مصادر جحدوا أيادي للخليفة جمة * فأراهم عقبى الجحود الكافر وتوهموا ان المقير معقل * متمنع من كل ليث خادر فرماهم القدر المتاح بأسهم * تركت ربوعهم كرسم داثر وكان ينوب عن الشريف أبي تميم معد في أشراف المخزن ابنه أبو علي الحسن، وتوفي هو بعد وقعة المقير المذكورة بسنة واحدة أي سنة 617، ومضى موكب الديوان إليه في جمع من الحجاب والدعاة وفي صدرهم عارض الجيش سعيد بن عسكر الأنباري إلى داره بالمحلة المقتدية وكان ما في شرقي محلة قنبر علي اليوم يعرف بالمحلة المقتدية نسبة إلى المقتدي بالله العباسي، والدار تعرف بدار معد الموسوي وهي التي انزل المستنصر فيها الملك الناصر داود بن المعظم عيسى في وفوده عليه سنة 633 لفخامتها، وكان مضي الموكب في اليوم الثالث من وفاة الشريف معد، فأقاموه من العزاء وعرفوه ان الخليفة الناصر لدين الله قلده ما كان أبوه قد تقلده من النقابة وأشراف المخزن، فركب إلى دار الوزارة وخلع عليه خلعة نقابة الطالبيين وكان عمره يومئذ خمسا وعشرين سنة.
ومن أبناء الشريف أبي تميم معد هذا فخار الموسوي العلامة المشهور المتوفى سنة 630 ه.
معقل بن قيس الرياحي مر ذكره في الصفحة 131 من المجلد العاشر، ونضيف هنا ما يلي:
كان علي ع استخلف رجلا يقال له الخريت بن راشد على بلاد الأهواز قبل خروجه إلى صفين، فلما كان بعد رجوع على من صفين خالف عليه هذا الخريت وجعل يجمع الجنود ويدعو إلى خلع علي والبراءة منه، حتى أجابه إلى ذلك خلق كثير، ثم إنه احتوى على البلاد وجبى الأموال، وبلغ ذلك عليا فدعا معقل بن قيس الرياحي، فضم إليه أربعة آلاف رجل ووجهه إلى الخريت.
فسار الخريت في عشرة آلاف رجل من أهل الأهواز ومن بني ناجية ومواليهم.
ودنا القوم بعضهم من بعض، فقال معقل بن قيس:
أيها الناس! أين الخريت بن راشد؟ فليخرج إلي فاني أريد كلامه، قال: فخرج إليه الخريت حتى واقفه، ثم قال: أنا الخريت فهات ما الذي تريد! فقال له معقل: ويحك لم خرجت على أمير المؤمنين ودعوت الناس إلى خلعه والبراءة منه وقد كنت من خيار أصحابه وأوثق الناس عنده؟ فقال:
لأنه حكم في حق هو له، فقال له معقل: ويحك! أمن أهل الاسلام أنت؟
قال: نعم، أنا من أهل الاسلام، فقل ما بدا لك فقال له معقل: خبرني لو أنك خرجت حاجا فقتلت شيئا من الصيد مما قد نهى الله عز وجل عنه، ثم أتيت عليا فاستفتيته في ذلك فأفتاك، هل كان عندك رضي؟ فقال: بلى، لعمري إنه عندي لرضى، وقد قال النبي ص:
أقضاكم علي، فقال له معقل بن قيس: فكيف ترضى به في علمه ولا ترضى فيما حكم؟ فقال: لأني لا أعلم أحدا من الناس حكم في شئ هو له.
فقال: يا هذا! إن الذي لا تعلمه أنت هو أكثر من الذي علمته، إنا وجدنا عليا يحكم في جميع ما اختلفنا فيه وقد رضينا بحكمه، فاتق الله وإياك وشق العصا! وارجع إلى ما كنت عليه من السمع والطاعة، فأمير المؤمنين أعلم بما يأتي ويذر، فقال الخريت: لا والله لا يكون ذلك ولا تحدثت العرب به أبدا، وما لكم عندي ولصاحبكم إلا السيف.
ثم صاح بأصحابه وحمل على معقل بن قيس، وحمل عليهم معقل في