مستدركات أعيان الشيعة - حسن الأمين - ج ٢ - الصفحة ٣٢٨
الأحساء المشهورين، كما كان من أدبائها، يقيم في قرية العمران الشمالية.
أخذ مبادئ دراسته في مدينة المبرز إحدى مدن الأحساء، ثم رحل بعدها إلى النجف الأشرف لإكمال دراسته هناك، وكان عمره حينذاك 25 سنة، وأقام في النجف ما يزيد على 20 سنة، رجع بعدها إلى الأحساء، وكانت له عدة مؤلفات إلا أنها تلفت.
لم نعثر من شعره إلا على هذه الأبيات الأربعة في مدح الإمام أمير المؤمنين ع:
حسد دب في النفوس وهمس * وعيون في حيرة وازورار لعلي الفخار زين المعاني * أسد الله حيدر الكرار حسدوه وأظهروا النقص فيه * وعصوا أمر أحمد المختار وأساؤوا إلى نبيه فاضحوا * نهب أيدي الطغاة في كل دار النقيب معد الموسوي قال الدكتور مصطفى جواد:
هو شرف الدين أبو تميم معد بن الحسين الموسوي النقيب، كان قد تولى سنة 605 إشراف المخزن وذلك في يوم الثلاثاء سادس ذي القعدة، وخلع عليه بالبدرية المعروف اليوم انه منها درب الرواق وجامع مرجان، وركب من هناك إلى المخزن ثم تولى بلاد واسط، وفي سنة 616 امره الخليفة الناصر لدين الله ان يسير إلى قتال بني معروف في البطائح فتجهز وجمع معه من الرجالة من تكريت وهيت والحديثة والأنبار والحلة والكوفة وواسط والبصرة وغيرها خلقا كثيرا وسار إليهم ومقدمهم حينئذ معلى بن معروف وهم قوم من ربيعة، وكانت بيوتهم غربي الفرات تحت سورا وما يتصل بذلك من البطائح، وكان قد كثر فسادهم وأذاهم لما قاربهم من القرى، وقطعوا الطريق وأفسدوا في النواحي المقاربة لبطيحة الغراف، فشكا أهل تلك البلاد إلى الديوان منهم فامر الخليفة معدا ان يسير إليهم في الجموع كما قدمنا فسار إليهم فاستعد بنو معروف لقتاله، فاقتتلوا بموضع يعرف بالمقير ولا يزال معروفا بذلك وهو عند المدينة الأزلية المسماة أور وفيها اليوم مستشار للآثار، والمقير تل كبير بالبطيحة بقرب الغراف وكثر القتل بين الفريقين ثم انهزم بنو معروف وكثر فيهم القتل والأسر والغرق واخذت أموالهم وحملت رؤوس كثيرة من القتلى إلى بغداد في ذي الحجة من سنة 616 المذكورة، وكان شمس الدين أبو المظفر باتكين بن عبد الله الرومي والي البصرة حاضرا هذه الوقعة مع عسكر البصرة وفي ذلك قال:
يا وقعة شفت النفوس وغادرت * تل المقير ما به من غابر وسقت بني المجهول (1) كأسا مرة * تركت مواردهم بغير مصادر جحدوا أيادي للخليفة جمة * فأراهم عقبى الجحود الكافر وتوهموا ان المقير معقل * متمنع من كل ليث خادر فرماهم القدر المتاح بأسهم * تركت ربوعهم كرسم داثر وكان ينوب عن الشريف أبي تميم معد في أشراف المخزن ابنه أبو علي الحسن، وتوفي هو بعد وقعة المقير المذكورة بسنة واحدة أي سنة 617، ومضى موكب الديوان إليه في جمع من الحجاب والدعاة وفي صدرهم عارض الجيش سعيد بن عسكر الأنباري إلى داره بالمحلة المقتدية وكان ما في شرقي محلة قنبر علي اليوم يعرف بالمحلة المقتدية نسبة إلى المقتدي بالله العباسي، والدار تعرف بدار معد الموسوي وهي التي انزل المستنصر فيها الملك الناصر داود بن المعظم عيسى في وفوده عليه سنة 633 لفخامتها، وكان مضي الموكب في اليوم الثالث من وفاة الشريف معد، فأقاموه من العزاء وعرفوه ان الخليفة الناصر لدين الله قلده ما كان أبوه قد تقلده من النقابة وأشراف المخزن، فركب إلى دار الوزارة وخلع عليه خلعة نقابة الطالبيين وكان عمره يومئذ خمسا وعشرين سنة.
ومن أبناء الشريف أبي تميم معد هذا فخار الموسوي العلامة المشهور المتوفى سنة 630 ه.
معقل بن قيس الرياحي مر ذكره في الصفحة 131 من المجلد العاشر، ونضيف هنا ما يلي:
كان علي ع استخلف رجلا يقال له الخريت بن راشد على بلاد الأهواز قبل خروجه إلى صفين، فلما كان بعد رجوع على من صفين خالف عليه هذا الخريت وجعل يجمع الجنود ويدعو إلى خلع علي والبراءة منه، حتى أجابه إلى ذلك خلق كثير، ثم إنه احتوى على البلاد وجبى الأموال، وبلغ ذلك عليا فدعا معقل بن قيس الرياحي، فضم إليه أربعة آلاف رجل ووجهه إلى الخريت.
فسار الخريت في عشرة آلاف رجل من أهل الأهواز ومن بني ناجية ومواليهم.
ودنا القوم بعضهم من بعض، فقال معقل بن قيس:
أيها الناس! أين الخريت بن راشد؟ فليخرج إلي فاني أريد كلامه، قال: فخرج إليه الخريت حتى واقفه، ثم قال: أنا الخريت فهات ما الذي تريد! فقال له معقل: ويحك لم خرجت على أمير المؤمنين ودعوت الناس إلى خلعه والبراءة منه وقد كنت من خيار أصحابه وأوثق الناس عنده؟ فقال:
لأنه حكم في حق هو له، فقال له معقل: ويحك! أمن أهل الاسلام أنت؟
قال: نعم، أنا من أهل الاسلام، فقل ما بدا لك فقال له معقل: خبرني لو أنك خرجت حاجا فقتلت شيئا من الصيد مما قد نهى الله عز وجل عنه، ثم أتيت عليا فاستفتيته في ذلك فأفتاك، هل كان عندك رضي؟ فقال: بلى، لعمري إنه عندي لرضى، وقد قال النبي ص:
أقضاكم علي، فقال له معقل بن قيس: فكيف ترضى به في علمه ولا ترضى فيما حكم؟ فقال: لأني لا أعلم أحدا من الناس حكم في شئ هو له.
فقال: يا هذا! إن الذي لا تعلمه أنت هو أكثر من الذي علمته، إنا وجدنا عليا يحكم في جميع ما اختلفنا فيه وقد رضينا بحكمه، فاتق الله وإياك وشق العصا! وارجع إلى ما كنت عليه من السمع والطاعة، فأمير المؤمنين أعلم بما يأتي ويذر، فقال الخريت: لا والله لا يكون ذلك ولا تحدثت العرب به أبدا، وما لكم عندي ولصاحبكم إلا السيف.
ثم صاح بأصحابه وحمل على معقل بن قيس، وحمل عليهم معقل في

(1) ذمهم بتعكيس اسمهم لأنه بنو معروف فصاروا بني المجهول.
(٣٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 323 324 325 326 327 328 329 330 331 332 333 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 المقدمة 5
2 آمنة القزوينية - إبراهيم القطيفي - البحراني - الخطي - أحمد الدندن - الصحاف 7
3 أحمد مسكويه 8
4 أحمد آل عصفور - البحراني 19
5 أحمد بن حاجي - الدرازي - الدمستاني - المتنبي 20
6 أحمد القطيفي 32
7 أحمد الغريفي 33
8 أحمد عصفور - الزاهد - الخطي - البحراني 41
9 أحمد البحراني - الزنجي - البلادي - العقيري 42
10 أحمد القطيفي - آل عصفور - الشايب - المصري 43
11 أحمد الصاحب 45
12 أحمد البحراني - الأحوص - إدريس الثاني 46
13 إدريس الأول 49
14 إسماعيل الصفوي 50
15 أم كلثوم القزوينية - أمانت 68
16 أويس الأول - أيوب البحراني - بابر 69
17 باقر الدمستاني - بيرم خان خانان 70
18 جارية بن قدامة السعدي 71
19 جعفر القطاع - البحراني 77
20 جواد علي - جويرية - حبيب بن قرين 78
21 حرز العسكري - حسن عصفور - القطيفي 79
22 الحسن الوزير المهلبي 81
23 حسن الدمستاني 92
24 الحسين النعالي - معتوق - آل عصفور 93
25 حسن الحيدري - البلادي - الحسين ابن خالويه 95
26 حسين الغريفي - البحراني - الماحوزي 98
27 الحسين الطغرائي 99
28 حسين الفوعي - القزويني 104
29 حسين نور الدين - الحسين بن سينا 105
30 حمد البيك 120
31 خلف آل عصفور - الخليل بن أحمد الفراهيدي 134
32 داود البحراني 138
33 درويش الغريفي - رقية الحائرية - رويبة - السائب - الأشعري - سعد صالح 139
34 سعيد حيدر 140
35 سليمان الأصبعي 151
36 شبيب بن عامر - صالح الكرزكاني - صخير 152
37 صدر الدين الصدر - طاشتكين 153
38 عبد الإمام - عبد الجبار - عبد الرؤوف - عبد الرضا - عبد الحسين القمي - ابن رقية 154
39 عبد الرحمان الهمداني - ابن عبيد 155
40 عبد الرحمان النعماني - عبد السلام بن رغبات ديك الجن 156
41 عبد الله الحلبي - عبد علي عصفور 158
42 عبد علي القطيفي - عبد العلي البيرجندي - عبد الغفار نجم الدولة 159
43 عبد الكريم الممتن 160
44 عبد الله المقابي - الحجري - البحراني - الكناني - الأزدي - ابن وال - الأزدي 162
45 عبد الله النهدي - الأحمر - عبد المحسن اللويمي 163
46 عبد النبي الدرازي - عبيد الله بن الحر الجعفي 164
47 عبيدة - عدنان الغريفي 172
48 علي الأحسائي - البحراني - المقابي - جعفر - الدمستاني 173
49 علي الصالحي - ابن الشرقية 174
50 علي بن المؤيد 176
51 علي باليل 183
52 سيف الدولة الحمداني - ابن بابويه 185
53 علي الغريفي 196
54 علي نقي الحيدري - ابن أسباط - الصحاف 201
55 علي الحماني 202
56 علي بن الفرات 211
57 علي التهامي 213
58 عمر بن العديم 218
59 عيسى عصفور - قيس بن عمرو النجاشي 220
60 كريب - مال الله الخطي - ماه شرف 222
61 محسن عصفور - محمد الأسدي 223
62 محمد الكناني 226
63 محمد بن أحمد الفارابي 227
64 محمد البيروني 232
65 محمد الدمستاني - السبعي - الشويكي - الخطي - السبزواري 245
66 محمد النيسابوري - الشريف الرضي محمد بن الحسين 246
67 محمد الكرزكاني - المقابي 281
68 محمد بن أبي جمهور الأحسائي 282
69 محمد البحراني - البرغاني 286
70 محمد تقي الفشندي - آل عصفور - الحجري - الهاشمي 287
71 محمد جواد دبوق - المقابي - البحراني - آل عصفور 297
72 محمد عباس الجزائري 298
73 محمد علي البرغاني 299
74 محمد صالح البرغاني 300
75 محمد قاسم الحسيني - البغلي 305
76 محمد علي الأصفهاني - محمد كاظم التنكابني - محمد محسن الكاشاني 308
77 محمد محسن العاملي - محمد مهدي البصير - محمد النمر 309
78 محمود بن الحسين كشاجم 312
79 مرتضى العلوي - مغامس الحجري - مصطفى جواد 322
80 معتوق الأحسائي 327
81 معد الموسوي - معقل بن قيس الرياحي 328
82 مهدي الحكيم 330
83 مهدي بحر العلوم 330
84 مهدي المازندراني - الحيدري 333
85 منصور كمونة 336
86 مهدي الكلكاوي - محمد طاهر الحيدري - محمد بن مسلم الزهري - خاتون - معمر البغدادي - محسن الجواهري 337
87 ناصر الجارودي - حسين - نصر النحوي - المدائني - القاضي النعمان 338
88 نعمة الله الجزائري - نعيم بن هبيرة 342
89 نوح آل عصفور - نور الدين القطيفي - هبة الله ابن الشجري 343
90 هشام الجواليقي - يحيى الفراء 344
91 يعقوب الكندي 349
92 يوسف بن قزغلي 355
93 ملحق المستدركات - صلاح الدين الأيوبي 356
94 الخراسانية والمتشيعة 361
95 العرب والمأمون ثم البويهيون 364
96 سعد صالح 367
97 صلاح الدين وخلفاؤه - إسماعيل الصفوي 368
98 ابن جبير في جبل عامل 370