اللام، وبها قبر المحقق الفيلسوف الشيخ ميثم البحراني صاحب الشروح الثلاثة على كتاب نهج البلاغة. والغريفة بالغين المعجمة ثم الراء ثم الياء المثناة من تحت ثم الفاء مصغرة، وقد عاش شيخنا المذكور وبلغ من العمر ما يقارب تسعين سنة، ومع ذلك لم يتغير ذهنه ولا شئ من حواسه سوى ما لحقه من الضعف الناشئ من كبر السن، ومن العجب أنه قدس سره مع غاية فضله لم تكن له ملكة التصنيف ولم يبرز شيئا في قالب التأليف وكان تلميذي علي الشيخ المبرور في بلاد القطيف بعد موت الوالد في البلاد المذكورة، وبعد استيلاء الخوارج على بلادنا البحرين.
مؤيد الدين أبو إسماعيل الحسين بن علي الطغرائي مرت ترجمته في الصفحة 127 من المجلد السادس وننشر هنا بحثا عن رسالته ذات الفوائد مكتوبا بقلم الدكتور رزوق فرج رزوق:
المؤلف هو مؤيد الدين أبو إسماعيل الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد الدؤلي، الأصفهاني، المنشئ، الطغرائي.
ولد بأصفهان سنة 453 ه في أسرة عربية ينتهي نسبها إلى أبي الأسود الدؤلي. ودرس في صباه وشبابه علوم عصره الشرعية والحكمية، وحين بلغ أشده بدأ يشق دربه بعلمه وأدبه ومواهبه إلى المناصب السلجوقية العالية، فصار منشئا وطغرائيا ومستوفيا ووزيرا.
وقتل سنة 515 ه بعد معركة نشبت بين السلطان محمود وأخيه الملك مسعود الذي كان الطغرائي وزيره.
برز الطغرائي في العصر السلجوقي في أربعة من الميادين هي الشعر والكتابة والكيمياء والسياسة، فقد كان شاعرا مجيدا، ومنشئا بليغا، وكيمياويا عالما، وسياسيا قديرا.
ولكن الطغرائي المعروف عند الأدباء والباحثين بوصفه أديبا، أو وزيرا لا يعرفه كيمياويا أو يعبأ بكيميائه إلا قلة منهم. والحق أن الطغرائي مبرز في كيميائه تبريزه في الأدب والسياسة، فقد كان جابر عصره، وكان اسمه ألمع أسماء أهل الصنعة في زمانه.
ولقد وصل إلينا من مؤلفاته في الكيمياء كتب ورسائل وأشعار هذا ثبتها:
1 مفاتيح الرحمة.
2 مصابيح الحكمة.
3 جامع الأسرار.
4 تراكيب الأنوار.
5 حقائق الاستشهاد في الرد على ابن سينا.
6 سر الحكمة في شرح كتاب الرحمة.
7 الارشاد إلى الأولاد.
8 أسرار الحكمة.
9 الرسالة الخاتمة.
10 الأسرار في صحة صناعة الكيمياء.
11 رسالة في الطبيعة.
12 المقاطيع في الصنعة شعر تعليمي في الكيمياء.
13 وصية الطغرائي من تدابير جابر.
14 ذات الفوائد.
الرسالة ورد ذكر هذه الرسالة في طائفة من المصادر والمراجع العربية، مع سواها من مؤلفات مؤيد الدين أبي إسماعيل الطغرائي في الصنعة علم الكيمياء القديم.
ذكرها ياقوت الحموي، وصلاح الدين الصفدي، وحاجي خليفة، وطاشكبري زاده، وإسماعيل باشا البغدادي (1)، وآقا بزرگ (2).
وقد تبين لي بعد مراجعة طائفة كبيرة من فهارس المكتبات، ومن الكتب والمراجع أنه لا توجد من هذه الرسالة إلا نسخة خطية فريدة هي التي تمتلجها دار الكتب المصرية بالقاهرة.
وهذه الرسالة قسم من أقسام مجموع خطي كبير رقمه 731 طبيعيات.
وهي تتألف من خمس صفحات ق 185 أق 187 أ. في الصفحة الواحدة 25 سطرا. مكتوبة سنة 1088 ه. بقلم نسخ فارسي (3).
أولها: رسالة ذوات الفرائد من كلام الأستاذ مؤيد الدين أبي إسماعيل رحمة الله عليه. قال: من الأسرار الكبار قول هرقل: إن في التبييض أحد عشر سرا.
وآخرها: فهذه الأوزان التي أكثروا فيها الالباس قد شرحناها بغاية البيان. والحمد لله وحده وصلواته على عبده سيدنا محمد وآله أجمعين.
أما موضوعها فهو الأوزان، وهي التي أشار إليها الطغرائي في آخر رسالته وقال إنه شرحها بغاية البيان. وهذه الأوزان لا علاقة لها في الرسالة بالوزن بمعناه المعجمي المعروف، وإنما هي من مفاهيم علم الصنعة. وقد كان يطلق على علم الكيمياء نفسه اسم علم الميزان أو علم الموازين. وثمة كتاب لجابر بن حيان عنوانه الحاصل في علم الميزان (4) وكتاب ثان عنوانه ترتيب الأوزان (5). وهناك كتاب لأبي مسلمة محمد بن إبراهيم المجريطي عنوانه الأوزان في علم الميزان (6) وبين الطغرائي في رسالته ما يعنيه أهل الصنعة بالأوزان فيقول: واعلم أن ما ذكروه من الأوزان فإنما هو المقايسة بين أرواح الأجساد وأثقالها. وهذه الأوزان وإن تميزت في العمل فلا حاجة إلى وزنها. وإنما قالوا ذلك تضليلا وتحييرا للجهال....
ويقول البحاثة فيدمان في هذا الصدد: إن الكيمياء لا تتسمى بهذا الاسم علم الميزان بسبب استعمال موازين فيها. ولكن لما يجري البحث عنه فيها من المقاييس الصحيحة والنسب المتوازنة التي ينتج عنها الحصول على