الشيخ أحمد بن حاجي قال في تاريخ البحرين المخطوط:
هو من أدباء البحرين وخطبائها، ومن أولي المفاخر ونقيبها، جمع مع الشعر بعض العلوم الأدبية، وله ديوان كبير مشتمل على مجلدين، مجلد في حكايات طريفة وأشعار منيفة، ومجلد في القصائد والمراثي ومن قصائده:
أطل الوقوف على الديار وناد * يا دار أحمد النبي الهادي يا دار فاطمة البتول وحيدر * وبنيهما والتسعة الأمجاد يا مهبط الوحي الشريف ومنزل * التنزيل والآيات والارشاد يا منبع العلم الغزير ومعدن * الصلوات والأذكار والأوراد وهذه القصيدة مشتملة على سبعين وله أيضا:
أتصبو لذكرى عافيات المنازل * وتسلو عفير الخد فوق الجنادل وتشرب ماء سائغا غير آسن * ومولاك ممنوع ورود المناهل وتزعم إيمانا فلست بمؤمن * إذا لم تنح نوح الحمام الثواكل ومات قدس سره سنة 1010 العاشر بعد الألف من الهجرة.
الشيخ أحمد بن صالح الدرازي البحراني من آل عصفور مرت ترجمته في الصفحة 605 من المجلد الثاني. ونأخذ ما جاء في تاريخ البحرين المخطوط:
قال جدي قدس سره:
كان الشيخ أحمد مقيما في بلاد الهند إلى أن فتح تلك البلاد الشاه أو تكريت (1) فامر باخراج الأصناف منهم كل يقدمه، فكان الشيخ أحمد المذكور مقدما على من فيها من صنف العلماء، فامر له بألف روبية، ورجع الشيخ أحمد منها إلى ولاية العجم بعد أن حج بيت الله الحرام واستوطن في بلدة جهرم.
وكان قدس سره على غاية من الزهد والورع والتقوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يؤثر بماله الأضياف، وكان بيته لا ينفك دائما عن جمع من الغرباء الواردين لا سيما من أهل بلاده البحرين.
إماما في الجمعة والجماعة وكانت مكاتباته ترد على الوالد في البحرين لبعض المطالب التي له فيها. انتهى.
وهذا يدل على هجرة علمية من البحرين أشبه بالهجرة العاملية.
الشيخ أحمد بن الشيخ حسن الدمستاني قال في تاريخ البحرين المخطوط:
هو الفاضل البارع، والحبر الجامع، حسن الأخلاق، طيب الأعراق، جمع بين العلم والعمل، وأحاط بالفضل المحلل، إذ عنت له العلماء وأقرت بفضله العرفاء، عالما بفنون العلوم لا سيما علم اللغة وسائر علوم الأدب، أخذ الأدب عن أبيه العلامة الشيخ حسن صاحب الأوراد، والفقه عن جدي صاحب الحدائق، وله من التصانيف رسالة في انتصار ابن أبي عقيل، قال بعد البسملة والحمد لله الذي جعل الماء طهورا ولم يجعل مطلقه المطلق النجاسة مقهورا، إلى أن قال: وبعد فهذا كلام جليل ويحث نبيل فيه برء العليل وبرد الغليل بإقامة الدليل على عدم تنجيس ملاقاة النجاسة الماء القليل، كما هو مذهب ابن أبي عقيل وأجوبة مسائل الزنكبارية، ورسالة في الأصول، ورسالة في العروض: وله كتاب الإجازة أعني إجازات مشايخه من صاحب الحدائق إلى المفيد لم يعمل مثله، مات رحمه الله سنة 1240 وله ديوان في المدائح والمراثي... ومن جملة قصائده:
أصبحت في كرمان اليوم محبوسا * مبرحا في بحار الغم مغموسا مبلبل اللب محشو الحشا أسفا * موزع البال تثليثا وتسديسا معكوس موجبة الآمال أجمعها * عكس النقيض وليس العكس معكوسا في القلب مني هموم لا تطاق وقد * جالت بمعترك ضنك كراديسا فحل كل جزء غير منقسم * فكذبت مدعي أرسططاليسا أني أقمت بمصر جل قاطنه * عباد نار وضرابوا نواقيسا لم ألق في أرضها شيئا أسر به * ولا وجدت بها درسا وتدريسا بلى مدارس منقوشا جوانبها * تخالها من أصابيغ طواويسا لقد رمتني مجانيق القضاء بها * لأم رأسي تحليقا وتنكيسا أن أمس ذا غربة في كرمان فقد * أمس غريبا علي الطهر في طوسا شمس الجلالة مريخ النبالة ميزان * العدالة قسطا لمس منحوسا قطب الولاية مفتاح الدراية * مصباح الهداية نور من مقابيسا صحاح أخبار علم المصطفى جمعت * له فكانت لكل العلم قاموسا توراة موسى وإنجيل المسيح معا * في علمه قطرة في البحر لو قيسا أحمد بن الحسين المتنبي مرت ترجمته في الصفحة 513 وما بعدها من المجلد الثاني، وننشر هنا عنه الدراسات الآتية:
قال الدكتور حسين مروة:
المتنبي شاعر الجهاد العربي ليس يختلف المؤرخون في عروبة أبي الطيب المتنبي أحمد بن الحسين، شاعر العروبة الأكبر. وإذا كان الدكتور طه حسين قد شكك (2) في ما رواه الرواة من أمر أبيه وأمه ومن نسبته إلى جعفي من قبل الأب وإلى همدان من قبل الأم، فلم يشكك قط في أن المتنبي كان عربيا صريحا، لأنه ليس لزاما عند طه حسين أن يكون العربي الصريح أو العربي الصليبة هو الذي يعرف له نسب صحيح إلى قبيلة من قبائل العرب في الشمال أو في الجنوب... وهو أي طه حسين يرى أن ليس ب العقل العاقل الذي يصدق أن جميع سكان جزيرة العرب، منذ العصور الجاهلية الأولى إلى هذا العصر الذي نعيش فيه، قد حفظوا لأنفسهم أنسابا صريحة صحيحة ترفعهم إلى عدنان أو قحطان... إنما حفظ الأنساب مزية قد اختصت بها طبقات من أشراف العرب وساداتهم في بعض الأوقات، ثم أصبحت سنة موروثة وعادة مألوفة، ومظهرا من مظاهر الأرستقراطية، ثم فرضت على أصحابها أن يحفظوها ويتوارثوها، ويبتدعوها ابتداعا إذا غلبهم. عليها النسيان (3).
والدكتور طه حسين على صواب كثير في ما يقرر من أنه لو كان حقا أن العربي لا يكون عربيا حتى يحفظ لنفسه أو يحفظ الناس له نسبا صحيحا صريحا