صدره باسم السيد عز الدين يحيى الذي صدر الفهرس باسمه أيضا...
وذكر أنه يوجد عند السيد شهاب الدين وعليها شهادة صاحب رياض العلماء وذكره لجمع آخر من المؤلفين في المسألة...
ويظهر أن هذه المسألة كانت موضع نقاش وأخذ ورد في أواخر القرن السادس، حيث أن ابن إدريس المتوفى سنة 598 كان يذهب إلى التضييق في وقت الفائتة، وألف فيه رسالة سماها خلاصة الاستدلال، وألف ورام بن أبي فراس المتوفى 605 رسالة في الموضوع وانتصر فيها لابن إدريس، ومنهم الشيخ علي بن منصور بن تقي الدين الحلبي حفيد أبي الصلاح، ألف رسالة في ذلك واختار التضييق ورد فيها على معاصره القائل بالتوسعة، أبي علي الحسن بن طاهر الصوري ومنهم السيد عبد الكريم بن طاوس ألف في ذلك أكثر من رسالة.
ولكن الشيخ أسد الله المحقق الدزفولي شكك في صحة نسبة هذه الرسالة لمنتجب الدين، قال في المقابس ص 16 في ترجمة منتجب الدين: وربما يعزى إليه الرسالة الموسومة بالعصرة في أحكام صلاة القضاء، ولعلها ليست كذلك كما بيناه في منهج التحقيق.
أقول: منهج التحقيق في التوسعة والتضييق ألفه المحقق الكاظمي في الموضوع نفسه.
4 فهرست أسامي علماء الشيعة ومصنفاتهم.
هكذا وجد اسم هذا الكتاب بخط الحمداني تلميذ المؤلف، وراويه عنه فيما كتبه من نسخته عن نسخة الأصل بخط المؤلف، وفرع منه أواسط رجب سنة 613، وكل الروايات تنتهي إلى الحمداني، وكل النسخ تنتهي في النقل إلى نسخته.
وعبر المؤلف في أول كتابه الأربعين عن كتابه هذا بقوله: فلما فرغت من جمع ما عندي من أسامي علماء الشيعة ومصنفيهم، وعبر عنه باسمه الكامل مع إضافة كلمة الفهرست حيث كرر ذكره في نهاية كتاب الأربعين فقال: ولو سهل الله تعالى وأعطاني المهل وأخر الأجل أضفت إلى كتابي فهرست أسماء علماء الشيعة ما شذ عني بحيث يصير مجلدا ضخما.
سبب تأليفه:
أما السبب المحفز له على تصدي جمع الفهرست فقد ذكره هو في خطبة الكتاب، وأنه كان يوما عند السيد عز الدين يحيى النقيب الشهيد سنة 592، فذكر في خلال حديثه أن شيخ الطائفة أبا جعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفى 460 رحمه الله قد صنف كتابا في أسامي مشايخ الشيعة ومصنفيهم، ولم يصنف بعده شئ، كالأسف المتألم من ذلك، ففهم منه المنتجب أنه يعرض عليه التصدي له ويطلب منه القيام به، فلبى طلبته وأجابه إلى رغبته وقال: لو أخر الله أجلي أضفت إليه ما عندي من أسماء مشايخ الشيعة ومصنفيهم...
تاريخ تأليفه:
وبصدد تحديد الفترة التي ألف فيها هذا الفهرست حيث لم يؤرخ المنتجب فراغه من تأليفه نقول: إنا قد علمنا من جهة أن تأليف الفهرست كان قبل تأليف الأربعين حديثا، وهذا شئ مصرح به في خطبة كل من الكتابين، وعلمنا من جهة أخرى أن الرافعي قرأ على المنتجب كتابه الأربعين حديثا بالري في سنة 584، فيلزم أن يكون الفهرست قد ألف قبل هذا التاريخ.
والعجب أن يتصدى رجلان في عصر واحد لتتميم فهرست شيخ الطائفة وتأليف ذيل له، وكلا المتعاصرين من كبار رجلات الطائفة وعمد أعلامها، أحدهما الشيخ منتجب الدين في الري، والآخر الحافظ رشيد الدين محمد بن علي بن شهرآشوب السروي المتوفى 588 في حلب، ولم يعلم كل منهما بعمل الآخر ولا ذكر أحدهما الآخر في كتابه.
وكان المنتجب أنجحهما في عمله حيث كان في إيران وتجول في ربوعها، وكان ذا صلة بأبناء الطائفة في أرجائها، فسجل أسماء، وأحيا ذكر رجال تفرد هو بتدوينهم، ولولا أنه سجل ذكرهم لم نهتد إلى شئ من ذلك، فأصحاب التراجم والمعاجم الذين ألفوا في هذا المعنى آخذون منه ناقلون عنه، كالشيخ المحدث الحر العاملي، وميرزا عبد الله أفندي في رياض العلماء، والخوانساري في الروضات، والمحدث النوري في المستدرك على الوسائل، والمحدث القمي في الكنى والألقاب، وسيد الأعيان السيد الأمين، وشيخ الأعلام شيخنا العلامة الطهراني في أعلام الشيعة قدس الله أرواحهم الزكية وحشرهم مع مواليهم أئمة العترة الطاهرة ع، تراهم عبر القرون واردين منهله وناسكين منهجه مقتصرين في التراجم التي نقلوها عن فهرست المنتجب على ما ورد في الفهرست ولم يضيفوا إلى كثير منها كثير معلومات، وهذا يدلنا على أهمية هذا الفهرست وأصالته فيما سجل وقيد وجمع وخلد بحيث لو لم يتصد لها لحرمنا منها.
السيد علي الغريفي بن السيد عدنان.
ولد في اليوم التاسع والعشرين من شهر ذي الحجة الحرام من سنة 1326 ه في مدينة المحمرة، وتوفي فيها سنة 1359 ونقل جثمانه إلى النجف الأشرف فدفن فيه.
نشأ وترعرع في بيت زاخر بالمجد والشرف والمعارف الإلهية، فأبوه السيد عدنان كان مرجعا لتلك الأطراف ومدرسا لجمع من الطلاب. حيث كان منزله ملتقى للضيوف وذوي الحاجات.
تعلم القرآن الكريم والقراءة والكتابة في المكتب على الطريقة القديمة المرسومة حينذاك، فاخذ بالحضور على الملا حسين المؤذن، الذي كان من المعلمين المشهورين في ذلك الوقت في بلدته المحمرة، ثم بعد ذلك حضر في المقدمات العلوم اللسانية على أبيه السيد عدنان، وبعد وفاة أبيه سنة 1340 ه وكان عمره أربع عشرة سنة أخذ بالحضور على الشيخ عيسى بن صالح الجزائري، الذي كان وصي أبيه، والقيم على أطفاله القصر، حيث بقي يواصل الدرس عنده إلى أن توفي الشيخ عيسى سنة 1351 ه.
مؤلفاته:
ترك ديوانا شعريا ضاع أكثره، وطبع بعد وفاته ما بقي منه. وله الرضي من شعر المرتضى، وهو كتاب يضم مختارات من شعر الشريف المرتضى في أكثر من 300 صفحة من القطع الصغير، وله: حواشي على دواوين كثيرة، من جملتها ديوان الشريف الرضي، وديوان المتنبي يبين فيها السرقات أو يفسر