علي بن المؤيد.
هو الذي ارتبط اسمه باسم الشهيد الأول محمد بن مكي، إذ استدعاه إلى خراسان ليقيم فيها هاديا ومرشدا، ولكن الشهيد اعتذر ولم يجب الدعوة، بل ألف له كتاب اللمعة في الفقه لتكون دليلا للناس هناك.
ثم كان من أمر الشهيد بعد ذلك ما كان من استشهاده على أيدي الطغاة بسعي فقهاء السوء. وظل مصير اللمعة مجهولا، كما أن شخصية علي بن المؤيد وموقعه كانا غامضين، فلم يعرف الناس عنه سوى أنه ملك خراسان، وفيما يلي تفاصيل مكتوبة بقلم الشيخ علي الدواني منقولة من الفارسية إلى العربية:
السربداريون هم سلالة من قادة الشيعة حكمت منطقة خراسان ما يقارب السبعين سنة.
فقد توفي آخر قائد من المغول من سلالة جنكيز كان يحكم إيران وهو أبو سعيد بن محمد خدابنده في سنة 736 هجرية. ولم يخلف أحدا بعده، فاجتاحت الفوضى جميع أنحاء إيران وانقسمت إلى دويلات صغيرة وأخذت كل أسرة من أسر القادة المغول الايلخانيين تحكم جانبا من إيران والعراق وأرمينيا. وبالرغم من أنهم كانوا مسلمين فقد كان تأثير الشرائع المغولية بارزا فيهم. ففي سنة 741 كانت الدويلات التالية قائمة في إمبراطورية المغول السابقة:
1 دولة الرعاة جويانيان في أراك وآذربيجان وأرمينيا.
2 دولة الجلائريين في العراق. وقد سيطرت هذه الدولة فيما بعد على دولة الرعاة.
3 دولة طوغاي تيمور في خراسان الغربية وجرجان التي كانت تدار في الحقيقة من جانب أمراء طائفة جاني قرباني.
4 دولة ملوك كرت أو كرت في هرات وخراسان الشرقية وأفغانستان.
5 دولة ملك سيستان في منطقة نهر هامون.
6 دولة آل مظفر في كرمان ويزد.
7 دولة الأنجويين في فارس وأصفهان. ثم في الفترة من سنة 754 هجرية إلى 759 هجرية استولت دولة آل مظفر على أراضيهم.
8 أراضي الأتابكيين اللر.
9 ما لا يقل عن عشر دويلات صغيرة مستقلة محلية في كيلان ومازندران.
10 دولة البحر في هرمز.
وعدا هذه الأجهزة الحكومية الكبيرة والمحلية فكان هناك الكثير من الأمراء والملوك الصغار والكبار قد أعلنوا استقلالهم وحاولوا الاستيلاء على المزيد من القلاع والمدن والولايات وإلحاقها بحكوماتهم.
ومن الجدير بالذكر أن اضمحلال حكومة سلالة هولاكو المغولية سياسيا وكانت آخر حكومة من هذه السلالة هي حكومة طوغاي تيمور خان قد حكمت حتى عام 754 في كركان لم يسفر عن اضمحلال سلطة المغول في إيران والأراضي المجاورة نهائيا، بل إن كبار قادة الجيش والمغول والأتراك الذين كانوا يعيشون في البادية قد حافظوا على سلطتهم السياسية، وإن هيمنة الشريعة المغولية وأساليب إدارة البلاد والأساليب الإقطاعية الجريئة بقيت واستمرت سارية المفعول لا في الدول التي كانت تحكمها السلالات المغولية العنصر كدولة الرعاة والجلائريين وطوغاي تيمور فحسب بل إنها كانت سارية المفعول في الدول التي كان يهيمن فيها الكبار من الأقطاعيين من إيرانيين وتاجيك آل مظفر وملوك كرت. وخلال هذه السنوات ونتيجة لتمرد أهالي خراسان الغربية وانتفاضتهم فقد وضعت أسس حكومة السربداريين (1) ميزات حركة السربداريين كانت انتفاضة السربداريين في خراسان في القرن الرابع عشر الميلادي أكبر وأهم انتفاضة تحررية في الشرق الأوسط من الناحيتين الإقليمية والتاريخية وكان لها ولا شك الدور الكبير في الحركات والانتفاضات الأخرى.
ففي المرحلة الأولى من حركات التحرر في القرن الرابع عشر كانت عامة طبقات الشعب ومعهم الإقطاعيون الإيرانيون والتاجيك يخوضون أرض معركة.
وأن سبب مشاركة الأقطاعيين الآنفي الذكر هو أنهم كانوا قد ضاقوا بسرقات واعتداءات وأنانيات كبار قادة الجيش والمغول والأتراك الذين كانوا يعيشون في البادية خاصة وأنهم كانوا متألمين من كبار المغول الذين كانوا قد استولوا على أراضي وأملاك صغار الملاكين المحليين. ولهذا السبب فإنهم شاركوا المضطهدين أي القرويين وأصحاب المهن الإيرانيين في نضالهم. وأن الهدف المشترك الذي كان يجمع شمل هذه العناصر المتناثرة وغير المتجانسة هو الإطاحة بهيمنة المغول والقضاء على سلطة هؤلاء الفاتحين ومعهم كبار قادة الجيش من المغول والأتراك الذين كانوا يعيشون في البادية وإلغاء الشريعة المغولية وجميع أنظمة المغول الحكومية ولا شك أن حقد المنتفضين واستياءهم لم يقتصر على المغول والأتراك فحسب، بل شمل هذا الحقد القادة والكبار الإيرانيين المستوطنين والجباة وعلماء الدين غير الشيعة وغيرهم الذين كانوا يخدمون المنتصرين وكانوا قد التحموا معهم بشدة، وكانوا قد استسلموا للأنظمة المغولية وتآلفوا معها.
فأينما انتصرت حركات التحرر، ظهرت حكومات جديدة، وأكثر هذه الحركات أهمية هي انتفاضة السربداريين، وعلى غرارها كانت بقية الحكومات الجديدة فعلى سبيل المثال فان حكومات السربداريين في خراسان الغربية 783 738 وحكومات سادات مازندران 795 751 وكيلان من سنة 772 وحكومات السربداريين في سمرقند لفترة قصيرة 767 وفي كرمان 775 كانت من هذا الطراز. وربما كانت الدولة التي تأسست فيما بعد على أيدي أنصار محمد المشعشع في خوزستان حوالي سنة 844 من هذا الطراز أيضا.
وكان السربداريون، يعتبرون الشريعة الاسلامية القطب المضاد للشريعة المغولية المنبوذة منهم ويعتبرونها هي الهدف المقصود. ففي الحكومات التي