لم تال جهدا إلى أن كل لهدمها * ونازعتها بنو الدنيا على الدول وما لمروان ما حالت كياسته * من دونه عند ركض الخيل بالأجل قد أغفل الحزم مروان وعصبته * وحازم الدهر لم يغفل عن الغفل يا خاتم الأمويين الذين غدا * في المجد يتلو خطاها كل منتحل قد حاق مكركم فيكم على غرر * منكم وربك لم يهمل على المهل وفيها يقول:
حد في سراك ولا تشغل حشى شغلت * يا أيها البرق أني عنك في شغل بي من ظباء نجيل أعين فنيت * منها الحشاشة بين النجل والنجل أغرى الهوى بي وأغريت الفؤاد به * ولم أضق عنه لو ضاقت به سبلي والطرف جار على ضعفي بقوته * ورب ذي كسل يقوى على الكسل وبدل الدهر مني فاحما سبطا * تعنو له نظرات الأعين النجل وما يريد الهوى مني وذي حججي * في الرأس بيض ولا أقوى على الجدل وليس لي حاجة في دار عاتكة * كلا ولا ناقتي فيها ولا جملي وأن عندي أحاديث الهوى كملا * فان وجدت محلا للسؤال سل ولي على الخبر عند الدهر مسالة * عن حال سلمى على الأحوال والحول وفيها يقول:
ومستطيلا على وهم البقا سفها * قم واقصدن الفنا المحتوم وانتقل وأنت يا طالب الدنيا لغرته * دع عنك خوانة أن تصفها تحل هذي بحار المنايا بالردى اعترضت * فاسبح إلى ساحل الأخرى على العمل عمر الشبيبة ولى فاغتنم عملا * ينجيك في الشيب عند الله من زلل خطو الحمام بوخط الشيب متفق * مثل اتفاق غرور القلب بالأمل إذا أتاك نذير الموت منك ولم * تشعر به فاتركن العقل للخطل وافاك خطبك منقادا إليك ضحى * بشعرة فأعد الزاد وارتحل وليتعظ رب شيب بالشباب فقد * ولى الشباب من الدنيا على وجل لا بارك الله بالآمال تطمعنا * طول الحياة فننسى عاجل الأجل وندحض العمل المنجي نسوفه * إلى غد وغد يأتي بلا عمل و لا يزال غد لو قلت بعد غد * أو قلت قبل غد فاعمل ولا تقل كالآل يحسبه الرائي على غرر * ماء فيهريق ماء بارد النهل شكى الزمان أناس قبلنا درجوا * والشمس في الأوج لا كالشمس في الطفل يا جهلنا كم وجدنا منزلا خربا * لم يخل من قبل في حين عن النزل وما اعتبرنا بمعمور ولا خرب * ولا بفقدان أهلي منزل نزل ناديت دهري بما طال النداء به * من الشباب إلى أن شبت في قذلي فلم يجبني ولكن الصدى بدلا * منه أجاب بصوت أيما صحل تأتي النوائب كالأمواج تضربها * هوج الرياح وكالأرياح والطفل والخير يمشي الهوينا لو دعوت به * يوما كان به قيدين من وثل والدهر ان جاء باليسرى اتاك على العسري * كان به ضربا من القزل وإن أتاك بشر جاء يقدم ما * يأتي به ويحث السير في عجل يا ويح نفسي كفاني الله صولتها * قد ضيقت بي إلى ارشادها سبلي بذلت نصحي وما قصدي سواي به * والنفس أولى بلوم النفس والعذل وخذ إليك عروس الشعر ما عرفت * بحسنها كيف تجلى خلة العطل تميس والعالم النحرير ملبسها * قلائد الدر لفظا غير مبتذل وكلما أنشدت للسمع صيرها * للعين بثنة تحت الحلي والحلل نظمت سبع قواف وهي واحدة * ورب واحدة عن سبعها الطول كررت فيها قوافيها لقلتها * كالمسك لو كررته ربة الكل سميتها عند ما نظمتها دررا * قلائد الغيد فاعرفها ولا تسل كأنها الكوكب الدري منقسما * لسبعة هزأت بالسرج والشعل زان القريض بخود منه جاء بها * للمجتلين لها بالسمع فكر علي أنى وأنى ابن باليل برزت بها * كالرود لو أبرزت بالحجل من حجل وليغلون بها غرا محجلة * وليزهدن بذات الحجل والحجل وليقبلن إليها السمع مرتشفا * وقبله القلب بعد الضم بالقبل ولم يشنها بما عندي منظمة * في بعضها جعل ذي فعل على فعل خذها إليك يهز التيه قامتها * كالرمح والغصن أن يهزز وأن يمل وليكف قائلها فخرا ومنشدها * من كل مستمع قولان زد وقبل علي بن حمدان سيف الدولة الحمداني.
مرت ترجمته في موضعها من الأعيان، ومرت كلمة عنه في المستدركات.
وننشر هنا عنه هذه المكرمة التي تدل على مدى عطفه على الضعفاء واستجابته لاستغاثة المعوزين، وعلى أنه كان ملجا أبناء الشعب في محنهم حتى وهم بعيدون عنه في بغداد:
قال الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء وهو يترجم للفقيه الحنفي عبيد الله بن الحسن البغدادي الكرخي:
لما أصاب أبا الحسن الكرخي الفالج في آخر عمره، حضر أصحابه: أبو بكر الدامغاني، وأبو علي الشاشي، وأبو عبد الله البصري، فقالوا: هذا مرض يحتاج إلى نفقة وعلاج، والشيخ مقل ولا ينبغي أن نبذله للناس، فكتبوا إلى سيف الدولة بن حمدان، فأحس الشيخ بما هم فيه، فبكى، وقال: اللهم لا تجعل رزقي إلا من حيث عودتني، فمات قبل أن يحمل إليه شئ. ثم جاء من سيف الدولة عشرة آلاف درهم، فتصدق بها عنه.
133: منتجب الدين أبو الحسن علي بن عبيد الله بن بابويه صاحب الفهرست.
مرت ترجمته في الصفحة 286 من المجلد الثامن وننشر هنا تفصيلات أخرى مكتوبة بقلم السيد عبد العزيز الطباطبائي:
مولده ووفاته:
أما ولادته فقد أرخها تلميذه الرافعي في التدوين بسنة 504، وأما وفاته فلم أر من أرخها وضبطها غير أنه كان حيا إلى سنة ستمائة، ففي تلخيص مجمع الآداب في ترجمة منتجب الدين نقل عن كتاب الجمع المبارك والنفع المشارك لابن الغزال الأصفهاني في ترجمته لمنتجب الدين أنه أجازه سنة 600.
فيظهر أنه كان حيا إلى هذا التاريخ وأنه توفي في مطلع القرن السابع.
أسرته:
وأسرة آل بابويه أسرة علمية عريقة في قم والري، أنجبت كثيرا من العلماء ومشاهير الحفاظ والفقهاء والمحدثين.
هم في الذورة والسنام من أعلام الطائفة عبر قرون ثلاثة، منذ منتصف القرن الثالث الهجري حتى مطلع القرن السابع، ففي خلال هذه الحقبة من الزمن نبغ منهم رجال وأعلام، ودوى صيتهم في الأوساط العلمية.