أصدع الناس في المحافل بالخطبة * يعيى بها الخطيب الأريب وإذا قالت الملوك من الحاسم * للداء؟ قيل: ذاك الطبيب غير أني إذ قمت كاربني الكربة * لا يستطيعها المكروب وكذاك الفجور يصرعه البغي * وفي الناس مخطئ ومصيب وخطيب النبي أقول بالحق * وما في مقاله عرقوب (1) إن من جرب الأمور من الناس * وقد ينفع الفتى التجريب لحقيق بان يكون هواه * وتقاه فيما إليه يؤوب فبلغ عليا ع مقالة طارق وما قال لمعاوية فقال: لو قتل أخو بني نهد يومئذ لقتل شهيدا.
وزعم بعض الناس أن طارق بن عبد الله رجع إلى علي ع ومعه النجاشي.
وعمل معاوية في إطراء طارق وتعظيم أمره حتى تسلل ما كان في نفسه.
وطارق هو القائل:
هل الدهر إلا ليلة وصباحها * وإلا طلوع الشمس ثم رواحها يقرب ما ينأى ويبعد ما دنا * إلى أجل يقضي إليه انسراحها ويسعى الفتى فيها وليس بمدرك * هواه سوى ما ضر نفسا طماحها (2) ومن يسع منا في هوى النفس يلقها * سريعا إلى الغي المقيم جماحها وعاذلة قامت تلوم مدلة * علي فلم يرجع قتيلا صياحها (4) وتزعم أن اللوم منها نصيحة * وحرم في الدنيا علي انتصاحها إذا كان أمر العاذلات ملامة * فأولى أمور العاذلات اطراحها (5) وقد حنكتني السن واشتد حنكتي * وجانبي لهو الغواني وراحها (6) وقد كنت ذا نفس تراح إلى الصبا * فأضحت إلى غير التصابي ارتياحها، (7) وإني لمن قوم بنى المجد فيهم * بيوتا فأمست ما تنال براحها (8) مطاعيم في القحط الجديب زمانهم * إذا أقوت الأنواء هاجت رياحها (9) وأخلف إيماض البروق وعطلت * بها الشول واستولت وقل فصاحها (10) وقر قرار الأرض إما ملوكهم * وساداتهم ما بل عشبا نصاحها (11) كريب بن زيد الحميري خرج مع التوابين الذين خرجوا بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي للطلب بثار الحسين، ولما علم كريب ما عزم عليه رفاعة بن شداد من الرجوع جمع إليه رجالا من حمير وهمدان وقال: عباد الله روحوا إلى ربكم والله ما في شئ من الدنيا خلف من رضا الله وقد بلغني أن طائفة منكم يريدون الرجوع فاما أنا فوالله لا أولي هذا العدو ظهري حتى أرد مورد أخواني، فأجابوه وقالوا:
رأينا مثل رأيك، فتقدم عند المساء في مائة من أصحابه فقاتلهم أشد القتال، فعرض ابن ذي الكلاع الحميري عليه وعلى أصحابه الأمان، فقال: قد كنا آمنين في الدنيا وإنما خرجنا نطلب أمان الآخرة، فقاتلوهم حتى قتلوا.
146: الشيخ كمال الدين بن سعادة الستري البحراني.
قال في تاريخ البحرين المخطوط:
هو من مشايخ زين الملة والدين الشيخ علي بن سليمان الستري البحراني.
قال الشيخ ميثم البحراني في كتابه: النجاة في القيامة في تحقيق الإمامة:
ولاثبات ذلك أي الإمامة دليل عقلي لمولانا كمال الدين بن سعادة البحراني. وذكره العلامة فاثنى عليه. وتوفي قدس سره سنة 555 الخامس والخمسين والخمسمائة.
147: السيد مال الله بن السيد محمد الخطي.
قال في تاريخ البحرين المخطوط بمبالغاته:
زبدة الأوائل والأواخر الذي لا يكون لعلمه أول وآخر، فخر المحققين وزبدة المجتهدين سيد العلماء المتأخرين، انتهت إليه رئاسة الخط والأحساء، والأمر بأحكام الشريعة في الصباح والمساء وهو مجاز عن شيخه الشيخ أحمد الأحسائي وله معه أجوبة ومسائل.
مات سنة 1222 وقبره الشريف في القطيف يزار ويتبرك به.
ماه شرف خانم بنت الشيخ محمد تقي بن الشيخ محمد جعفر بن الشيخ محمد كاظم الطالقانية القزوينية.
عالمة فاضلة، أديبة، شاعرة، خطيبة، متكلمة، عارفة.
قرأت على أخيها الشيخ محمد البرغاني، ثم هاجرت إلى أصفهان، وأخذت من أجلاء علمائها ومنها نزحت إلى كربلاء والنجف ثم استقرت في قزوين فاختارها فتح علي الشاه القاجاري لمنصب كبير في البلاط الشاهنشاهي وكان لها خط جميل للغاية وأسلوب أدبي رائع في الإنشاء وكانت تراسل عن لسان البلاط علماء الاسلام وتجيب على رسائلهم. قال الأمير عضد الدولة سلطان أحمد الميرزا في كتابه تاريخ عضدي... ماه شرف عمة المرحوم الحاج الملا محمد صالح المجتهد البرغاني الملقبة بمنشية سكرتيره كان لها خط جميل لا سيما في خط الشكسته بشكل رائع للغاية وكانت مسؤولة عن الرسائل