وورعه، وهو يروي عن جماعة من المجتهدين، وله تصانيف رائعة منها:
الصحيفة الرضوية ومنها: كتاب الحج وغير ذلك، مات قدس سره في السنة الخامسة بعد الثلاثمائة والألف رحمة الله عليه.
السيد أحمد بن السيد عبد الرؤوف البحراني.
قال في تاريخ البحرين المخطوط، ولم يذكر لا تاريخ مولده ولا تاريخ وفاته:
كان من بلغاء عصره وفصحاء مصره، أديبا شاعرا له حاشية على ألفية ابن مالك، وشرح على ديوان المتنبي، وله قصائد بديعة ومن قصائده:
عيون المنايا للأماني حواجب * ودون المنى سهم المنية صائب وكل امرء يبكي سيبكي وهكذا * صبابة ماء نحن والدهر شارب فكم من لبيب غر منه بموعد * فصدقه في قوله وهو كاذب هو الدهر طورا للنفائس واهب * إليك وطورا للنفسية ناهب إلى أن قال:
إليكم ولاة الأمر خير قصيدة * يهذبها رأي من الفكر صائب عروس ولكن ليس تجلى لغيركم * عليها من السدر البديع عصائب إلى أن قال:
فأنتم عصا موسى لا حمد فيكم * سليل الفتى عبد الرؤوف مآرب السيد أحمد الزنجي البحراني.
قال في تاريخ البحرين المخطوط:
هو من قرية الزنج إحدى قرى البحرين، كان أديبا شاعرا عارفا بالطب، وله كتاب في الأنساب، وكتاب في الأذكار، وكتاب قصائد، ومن قصائده:
منازلهم بالخيف من بعدهم قفر * نأى ساكنوها ثم غيرها الدهر وقفت على أرجائها فوجدتها * بسكب الحيا خضرا ولكنها صفر معاهدها سود خلاف معاشر * قلوبهم بيض وأسيافهم حمر مات قدس سره سنة 1182.
الشيخ أحمد بن الشيخ عبد الله بن حسن البلادي.
قال في تاريخ البحرين المخطوط:
هو من المحققين المبرزين، قال جدي العلامة في اللؤلؤة: وكان مع ما هو عليه من الفضل في غاية الإنصاف، وحسن الأوصاف، والورع، والتقوى، والمسكنة، لم أر مثله من العلماء في ذلك الوقت. وكانت وفاته يوم الاثنين رابع عشر رمضان للسنة السابعة والثلاثين بعد المائة والألف، وقد حضرت درسه وقابلت في كتاب شرح اللمعة عنده، والشيخ عبد الله بن الشيخ علي بن أحمد البلادي الآتي ذكره. وإلى هؤلاء انتهت رئاسة البلاد بعده كل في وقته، وكان أشهر هؤلاء والدي والمحدث الصالح المذكور، وقد رأيت الشيخ المذكور وأنا ابن عشر سنين يومئذ تقريبا، وقد كان والدي نزل في قرية البلاد بتكليف والده، لملازمة التحصيل عند الشيخ المبرور، وكان يدرس يوم الجمعة بعد الصلاة في الصحيفة الكاملة إلى أن قال: وله قدس سره جملة من المصنفات، إلا أن أكثرها رسائل منها ما تم ومنها ما لم يتم (1).
الشيخ أحمد بن محمد العقيري البحراني.
قال في تاريخ البحرين المخطوط:
هو من الأدباء، ديوانه معروف بين أرباب المراثي ومن قصائده:
خليلي غاب النجم واتضح الفجر * أمالك بالأحباب مذ رحلوا خبر الا فاسال الركب اليمانين وقفة * على عتبات الكرخ أن عارض الجسر وإن جزت بالنعمان أنعمه برهة * تحية مشتاق يروعه الهجر وأن زمت الركبان عيس النوى بهم * يجل علي الخطب بل يعظم الأمر إلى أن قال:
ترقوا إلى أوج المعالي فأصبحوا * على العرش أشباحا لها ظهر السر فبعدهم الدنيا على الناس أظلمت * وضاق الفضا حتى كان الفضا شبر لهم وقعة لو أن معشار عشرها * ألم بقلب الصخر لا نصدع الصخر إلى أن قال:
فتى حيدر يا منتهى غاية الورى * ويا من إليه يرجع الخلق والأمر فكن للعبيد القن أحمد شافعا * متى كان لا زيد بمغن ولا عمرو وله قصائد بديعة ولم يحضرني تاريخ وفاته قدس الله سره.
الشيخ أحمد بن الشيخ محمد بن يوسف البحراني.
مرت ترجمته في المجلد الثالث ونأخذ هنا عن تاريخ البحرين المخطوط:
الخطي أصلا، والبحراني المقابي منشأ ومحصلا، وكان هذا الشيخ علامة فهامة، زاهدا عابدا ورعا كريما، وتصانيفه التي وقفت عليها دليل بعلو كعبه في المعقول، والمنقول، والفروع، والأصول، ودقة النظر، وحدة الخواطر، مع مزيد البلاغة والفصاحة في التعبير والتحبير والتحرير، وعندي أنه أفضل علماء بلادنا البحرين ممن عاصره وتأخر عنه بل وغيرهم.
وقد ذكر بعض تلامذته في رسالة له: أتى في سفره إلى أصبهان وكان المولى الفاضل محمد باقر الخراساني صاحب الكفاية والذخيرة يخلو معه في الأسبوع يومين للمذاكرة معه والاستفادة منه.
وقد أجازه شيخنا المجلسي فقال في إجازته له:
إنه كان من غرائب الزمان، وغلط الدهر الخوان، ومن فضل الله علي ونعمه البالغة لدي اتفاق صحبة المولى الأولى الفاضل، الكامل، البارع، التقي، الزكي، جامع فنون الفضائل والكمالات، حائز قصب السبق في مضامير السعادات ذي الأخلاق الرضية، والأعراق الطيبة البهية، علم التحقيق، وطود التدقيق، العالم التحرير، والفائق في التحرير والتقرير، كشاف دقائق المعاني الشيخ أحمد البحراني دام الله تعالى أيامه وقرن بالسعود شهوره وأعوامه، فوجدته بحرا زاخرا في العلم لا يساحل... إلى آخر الإجازة، وشعره قدس سره في غاية الجودة والجزالة ومن مصنفاته كتاب:
رياض الدلائل، وحياض المسائل، لم توجد منه إلا قطعة من الطهارة، ورسالة في وجوب الجمعة عينا، ردا على رسالة الشيخ سليمان بن علي الشاخوري، كما تقدمت الإشارة إليه، ورسالة في استقلال الأب بولاية البكر البالغة الرشيدة، ورسالة في المنطق سماها المشكاة المضيئة، ورسالة سماها، الرموز الخفية في المسائل المنطقية، ورسالة صغيرة في مسالة البداء.
توفي قدس سره بالطاعون مع إخوته ودفنوا في جوار